في تحول لافت قال الفريق محمد حمدان دقلو، حميدتي، نائب رئيس مجلس السيادة في السودان، إن من مصلحة بلاده إقامة علاقات مع إسرائيل ، تصريحات حميدتي جاءت بعد ساعات من فتوى مجمع الفقه الإسلامي بالسودان التي أكد فيها المجمع أن التطبيع مع إسرائيل حرام شرعا بكافة أنواعه وأشكاله، وجاءت تصريحات حميدتي ، بعد تصريحات مشابهة أدلى بها الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي قال في وقت سابق إن إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل هى أحد الشروط المفروضة على السودان من أجل رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب. مراقبون في السودان اعتبروا أن تصريح حميدتي الأخير جاء في سياق لعبة شد الحبل بينه وبينه البرهان الذي قطع خطوات متقدمة في الاتصال مع إسرائيل من خلال الوسيط الإماراتي، وهو ما يأتي في سياق الصراع المتزايد بين حميدتي وبين البرهان حول ضم قوات الدعم السريع للجيش الرسمي السوداني، وهو ما يعتبره حميدتي صراع وجودي بالنسبة له، لأنه في حالة ضم قوات الدعم السريع للمؤسسة العسكرية السودانية الرسمية سوف يفقد حميدتي نفوذه على الأرض، وقد يفقد رتبته العسكرية كفريق أول، خاصة وأن هذه الرتبه حصل عليها بأمر من الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير ولم يلتحق بأى كلية عسكرية أو حتي يحصل على مؤهل جامعي.
خبراء في العلاقات العربية الإسرائيلية، يقول إنه لا يوجد دليل على أن الولايات المتحدة قد ربطت بين توقع الخرطوم لاتفاقية سلام مع إسرائيل وبين رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للأطراف، وكشفوا عن أن البرهان عند زياته الأخيرة لأبوظبي فقد عرض عليه مسؤولون من الإمارات وثيقة من 46 نقطة كلها تؤدي إلى تفريغ السيادة السودانية من مضمونها وتعتبر خيانة للثورة السودانية. وأشاروا إلى أنه لا يوجد أى تفويض من جانب أى حزب من أحزاب السودان، ولا أى طيف من أطياف الشعب السوداني لمجلس السيادة الحاكم في السودان بتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، وأن أى معاهدة من هذا القبيل سوف يكون لها رد فعل سلبي في الشارع السوداني.