تتصاعد الحرب بين أرمينيا وبين اذربيجان وسط دلائل ملموسة على تزايد الدور التركي المباشر في الحرب، وكشفت مؤسسات سياسية رسمية في بلدان غربية عن أن تركيا نقلت بالفعل مرتزقة سوريون من المناطق التابعة لتركيا في شمال سوريا إلى مناطق القتال في إقليم قره باغ، وهو الإقليم الذي أعلن نفسه جمهورية مستقلة. ويقول محللون إن تركيا سوف تستغل الحرب الدائرة بين أرمينيا وأذربيجان كخطوة جديدة ضمن مشروع تركي قديم هو مشروع إقامة دولة التركمان، وتخطط تركيا لتوسيع حدود نفوذها ليشمل كل المناطق التي يعيش فيها مواطنون يتحدثون باللغة التركية في شمال سوريا وشمال العراق ومناطق متاخمة لتركيا داخل إيران، بالإضافة إلى مناطق داخل آسيا الوسطى يوجد بها سكان يتحدثون باللغة التركية .
في إشارة إلى أن حجم السكان الذين يتحدثون باللغة التركية في المناطق التي يوجد بها يبلغ نحو 400 مليون نسمة، وتشمل هذه المناطق أجزاء تتوافر فيها كميات هائلة من النفط والغاز ، كما أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتخذ بالفعل اتخد خطوات على الأرض في سبيل تطبيق مخطط دولة التركمان، وهو المخطط الذي شمل قيام تركيا بتوسع في شمال العراق مستغلة حالة الضعف التي تعتري النظام السياسي العراقي ، وباستخدام حجة وجود خلايا لعناصر تتبع حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، كما استغل نظام الرئيس رجب طيب أردوغان تفكك الدولة السورية بأن دفعت بقوات عسكرية وميلشيات تابعة لها إلى داخل الشمال السوري والقيام بعمليات هندسة بشرية لطرد المواطنين من أصل كردي من المدن التي خضعت للاحتلال التركي، ودفع سكان من أصول تركمانية للإقامة الدائمة في المناطق المجاورة لحدود تركيا سواء في سوريا أو العراق. في إشارة إلى أن المنطقة المتبقية للنظام التركي التي لا تزال متبقية في يتعلق بإقامة مشروع دولة التركمان هي المناطق التي يعيش فيها مواطنون يتحدثون باللغة التركية، وعلى اعتبار أن تركيا تحاول من خلال توسيع وجودها العسكري المباشر في مناطق أذربيجان إلى حصار المناطق التركمانية في إيران على أمل أن تسمح الظروف في المستقبل بتدخل تركي في هذه المناطق على غرار ما قامت به تركيا في شمال العراق وشمال سوريا .