ظهرت لافتات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في صورة كلب تم إضرام النيران فيها من طرف محتجين غاضبين في منطقة كيدال بدولة مالي، على مقربة من القاعدة العسكرية الفرنسية، الأكبر في الخارج، بجنودها الـ 5100 المتواجدين بمالي لـ"مكافحة الإرهاب".
واستمرت الاحتجاجات نحو ساعة، حسب "لوموند"، واستنادا إلى شهادات محلية قدرت أعداد المحتجين بنحو 100 شاب.
وفي الليلة التي سبقت هذه المظاهرات، تجمع أكثر من 1000 شخص حوالي الجامع الكبير في العاصمة باماكو بدعوة من المجلس الإسلامي الأعلى في مالي للتعبير عن استنكارهم لتصريحات وتصرفات الرئيس الفرنسي حول الإسلام والمسلمين والتعبير في "موقف موحد لمسلمي مالي" عن "الرفض القاطع للمساس بالرسول، المختار، بأدنى شتيمة" حسب بيان صدر عن المنظِّمين.
وقال الإمام محمود ديكو أحد أبرز الشخصيات الدينية في البلاد إن ماكرون "لم يكن بحاجة إلى مثل هذا التصريح"، في إشارة إلى إعلانه التمسك بالرسومات المسيئة للنبي وعدم التراجع، ليضيف ديكو "يجب على القادة التفكير لأن العالم بحاجة إلى التفاهم بين البشر، إننا أمام فجر تحولات كبيرة".
وبعد انتهاء المظاهرات، طالب المجلس الإسلامي الأعلى في مالي الرئيس ماكرون بالاعتذار من مسلمي العالم، حسب وسائل إعلام مالية، والكف عن إغلاق المساجد في بلاده وحل الجمعيات الإسلامية و"ترهيب" قادتها، ومنع الرسومات المسيئة للرسول محمد فورا.
وفي مالي، جاءت تصريحات ماكرون بالتزامن مع محاكمة فواز ولد أحمد بتهمة قتل 5 أشخاص، من بينهم فرنسي، عام 2015 في رد فعله آنذاك على رسوم صحيفة "شارلي إيبدو". وقال المتهم المحكوم عليه بالإعدام إنه يعتز بما فعل.
تجدر الإشارة إلى أن منشورا لتنظيم مسلح محلي، يصنف ضمن فروع "القاعدة"، دعا يوم 25 أكتوبر إلى "تنفيذ هجمات في فرنسا أو خارجها بكل ما أتيح من إمكانيات".