بدأت بعض الدول في التحرك لشن حملات ضغط على الإدارة الجديدة للرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، مستعينين بشركات العلاقات العامة التي أصبحت مربحة في هذا المجال.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، إنه بعد ليلة الانتخابات الأمريكية بيوم شارك دبلوماسيون من 20 دولة أجنبية في مؤتمر عبر الفيديو للاستماع إلى الناشط الديمقراطي المخضرم، جو لوكهارت، الذي تحدث عن شركة الاستشارات الخاصة به في دعوة بعنوان "نصائح من الداخل حول كيفية تحقيق أجندتك السياسية عقب الانتخابات".
ونقلت الصحيفة عن ماني أورتيز، وهو أحد أعضاء لوبي ديمقراطي له علاقات مع قادة الحزب في الكونجرس، إنه تلقى سلسلة من الاستفسارات من ممثلين لحكومات أجنبية - بما في ذلك قطر وتركيا ودول أخرى بالشرق الأوسط- ركزت في السابق على تعزيز العلاقات مع إدارة ترامب، للدخول بها بعد فوز بايدن.
وكان ترامب بدلًا من الوفاء بوعد حملته الانتخابية بـ "تجفيف مستنقع" المصالح الخاصة، مكن فئة من جماعات الضغط التي لها صلات به أو بدائرته الداخلية، لكي يحصدوا عشرات الملايين من الدولارات من رسوم الضغط من الشركات ومجموعات المصالح والحكومات الأجنبية التي تسعى إلى الإبحار وتعزيز التعاون مع إدارته، بينما تتحدى المعايير الراسخة حول صنع السياسات والحكم.
ومع فوز بايدن في الانتخابات، أصبحت الدول التي وظفت جماعات ضغط لنيل رضا ترامب، تعيد ضبط التوازن.
وأوضحت الصحيفة في هذا الصدد أن أحد لوبي أمريكي يعمل مع الحزب الديمقراطي لم تذكر اسمه قال إن هناك محادثات تجري مع ممثلين من الحكومة التركية التي تسعى لتحقيق اختراق داخل إدارة بايدن.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشخص المذكور اجتمع في واشنطن مع النائب في البرلمان التركي، علي إحسان أرسلان، الذي يتولى قناة الاتصال الخلفية بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والولايات المتحدة، وذلك لمناقشة الخلاف بين الحكومتين الأمريكية والتركية حول الخلاف على أنظمة الدفاع الصاروخية الروسية إس-400".
وذكرت الصحيفة أن أرسلان دخل في اتفاق مع شركة تدعى Avenue Strategies للعلاقات العامة وهي شركة ضغط أسسها مساعدون سابقون لحملة ترامب الانتخابية عام 2016 بهدف تحسين العلاقات المتدهورة بين تركيا وأمريكا.
ووافقت شركة الضغط على مساعدة أرسلان على تطوير العلاقات بين أنقرة وواشنطن عبر صانعي السياسة والمفكرين الأمريكيين في واشنطن، لكن في الأسبوع الماضي ، أعرب السيد أرسلان بشكل خاص عن مخاوفه بشأن ما إذا كانت علاقاته في واشنطن ستكون فعالة في الوصول إلى فريق بايدن.
ولم يذكر تقرير "نيويورك تايمز" المبلغ المتفق عليه بين شركة الضغط وتركيا لتحسين العلاقات بين البلدين، ولكن من المعروف أن الخدمات التي تقدمها الشركات من هذا النوع مكلفة للغاية.
فيما كشف تقرير أمريكي رسمي سابق عن اتفاقيات أبرمها نظام الحمدين مع شركات علاقات عامة ومحاماة أمريكية في النصف الثاني من 2017.