الضروريات والكليات في الشريعة الإسلامية وخصائص تميزها عن النظم الوضعية

المصالح في الاسلام
المصالح في الاسلام
كتب : وكالات

لا تزال قضايا الضروريات وقضايا الكليات سببا للخلاف بين المهتمين بالقضايا التي تتعلق بالشريعة ، وتنقسم مقاصد الشريعة وفقا للفقه الإسلامي إلى الضروريات أو الكليات، وهى المنصوص عليها في كل الأديان وتشمل الدين والنفس والعقل والنسل والعرض، وإلى الحاجيات وهى المصالح التي يحتاجها الناس في حياتهم اليومية، وتشمل ذلك العبادات والعادات والمعاملات والعقوبات، بالإضافة إلى التحسينات، وهى المصالح التي تقتضيها المرؤة ولا تقف الحياة بدونها ولكن يقتضيها سلوك الناس، مثل أداب الأكل والشرب ومنع بيع النجاسات والمنكرات. ويتميز مفهوم المقاصد في الشريعة الإسلامية بعدد من الخصائص، وهي الخصائص التي تميز المصلحة في الشريعة الإسلامية عنها في النظم الوضعية.

اقرأ أيضا .. الشريعة ومقاصدها وكيف نحدد ما يقتضيه سلوك الناس ومصالحهم ؟

الخاصة الأولى : أن الزمن الذي يظهر فيه أثر كل من ما يتعلق بالمقاصد سواء المصلحة والمفسدة ليست محصورة في الدنيا وحدها بل مكون من الدنيا والآخرة معا ، وبيان ذلك أن المصلحة في المنفعة أو الوسيلة اليها . فكل عمل أثمر لصاحبه منفعة - وان جاءت الثمرة متأخرة - يعتبر عملا صالحا ، ويختلف مدى تأخر الثمرة من عمل لآخر ، فقد يتأخر إلى فترة قليلة كالاكتساب للرزق ، وقد يتأخر إلى أكثر کزرع الأرض لجني الثمار ، وقد يكون التأخر أكثر من ذلك أيضا كمن يشح على نفسه في الرزق ليوفر حاجته من المال لسن الشيخوخة . و كل عمل يغلب على ظن فاعله أنه يثمر في المستقبل منفعة راجحة له يعطي حكم المصلحة ، ما دام بربطه بالمستقبل - بعيدا كان أم قريبا - حبل قوي من الأمل، غير أن المستقبل ينتهي في نظر من غفلوا عن حياة أخرى من بعد الموت ، بانتهاء حياة الإنسان هذه

WhatsApp
Telegram