حذر نواب ليبيون من ارتدادات مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي إيتنو على الداخل الليبي،وبحسب النواب، أن خطورة الخطوة تتمثل في تواجد المعارضة التشادية في الجنوب الليبي منذ فترات طويلة، وأنها تسيطر على بعض المناطق وتمتلك الأسلحة والأموال، وأنها قد تجعل من الجنوب ساحة خلفية لصراعها مع النظام والجيش في تشاد.
عصابات مسلحة
حيث قال متحدث قبائل التبو لـ"سبوتنيك": الأوضاع على حدود ليبيا مع تشاد هادئة حتى الآن بعد مقتل ديبي، مضيفاً أن الجنوب الليبي يعاني من أزمة منذ سنوات بسبب عدم التواجد الأمني القوي فيه، حيث نشطت فيه بعض الجماعات المتطرفة منها "داعش" الإرهابي، وكذلك المعارضة التشادية.
وحذر عضو الأعلى للدولة في ليبيا سعد بن شرادة، من مخاطر تنتظر الجنوب قد تصل إلى تقسيمه أو السيطرة عليه بشكل معلن من قبل المعارضة المسلحة والجماعات المتطرفة في تشاد.
من ناحيته قال عضو المجلس الأعلى للدولة ناجي مختار، إن ليبيا وخاصة الجنوب الليبي يتأثر بشكل مباشر بالأحداث الجارية في تشاد.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن حدوث أي فراغ في السلطة، أو انهيار لمنظومة الدولة ستزيد العصابات المسلحة العابرة للحدود مع تشاد، التي عانى منها الجنوب الليبي بشقيه الغربي والشرقي.
وأوضح أن المؤسسة العسكرية يجب أن تتواجد بشكل مكثف على الحدود الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية.
انعكاسات خطيرة
وفيما يتعلق بالمخاطر الآنية على الحدود واحتمالية اتساع المسحات التي تسيطر الحركات الإرهابية في تشاد وخاصة القريبة من الحدود الليبية، أوضح الباحث السياسي أحمد الصويعي لوكالة سبوتنيك، أن تداعيات مقتل الرئيس إدريس ديبي له انعكاسات خطيرة على الأمن في ليبيا خاصة جنوب البلاد، حيث تنشط حركات المعارضة التشادية المسلحة.
وأضاف أن الرئيس التشادي الذي قتل اليوم، كان ضمن الحلفاء الأمنيين لليبيا، وهو ما نعكس بشكل كبير على الوضع الأمني بين البلدين طوال الفترات الماضية.
الفراغ الأمني الذي يحدثه مقتل الرئيس تصل ارتداداته إلى أبعد من ليبيا، وهو ما يتطلب عدم رضوخ طرابلس لتغييرات الجيوسياسية المحتمل حدوثها في تشاد، بحسب الباحث.
ويرى الباحث الليبي أن المجلس الرئاسي مطالب بدور الوسيط الإقليمي الفاعل لفتح مفاوضات بين نظام في انجمينا ومعارضيه لتهدئة الأوضاع، وتجنيب المنطقة مخاطر الأزمة التشادية الراهنة، وتكثيف جهود ليبيا من أجل العمل على إصلاحات طويلة الأجل في تشاد.
وشدد على أن تحول تشاد لبؤرة للصراع سيكون له أثاره على كافة دول الجوار وفي مقدمتهم ليبيا.
المعارضة التشادية في ليبيا
عضو الأعلى للدولة بليبيا سعد بن شرادة، أوضح أن المعارضة التشادية متواجدة على الأراضي الليبية وتمتلك الأسلحة والعتاد والأموال، وهو ما يجعلهم يمثلون خطورة كبيرة على المشهد.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن سيطرة المعارضة على تشاد يهدد الدولة الليبية بشكل كبير، خاصة أنها لديها تواجد في الداخل الليبي.
الجنوب الليبي مهدد بالانقسام والسيطرة عليه من المعارضة التشادية، هذا ما يؤكده ابن شرادة،وشدد على ضرورة دعم المجلس العسكري الجديد الذي تم تشكيله بقيادة ابن الرئيس الراحل.
وأعلن الجيش عبر الإذاعة الرسمية تولي قائد الحرس الرئاسي التشادي، محمد إدريس ديبي إيتنو، قيادة مجلس عسكري مكلف لإدارة البلاد، بعد وفاة والده الرئيس إدريس ديبي، اليوم الثلاثاء.
قال المتحدث باسم الجيش، عازم برماندوا أغونا، اليوم، في بيان تلي عبر الإذاعة الوطنية بعيد إعلان وفاة الرئيس في معارك ضد المتمردين في شمال البلاد، إنه "تم تشكيل مجلس عسكري بقيادة نجله الجنرال محمد إدريس ديبي" مضيفا أن "المجلس اجتمع على الفور وأعلن ميثاق انتقال" السلطة.
وكان قد أعيد انتخاب إدريس ديبي، الذي يحكم تشاد بقبضة حديدية منذ 30 عاما لولاية سادسة بحصوله على 79% من الأصوات في الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 11 أبريل على ما أعلنت اللجنة الانتخابية الاثنين.