خسر حزب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ولاية رئيسية في الانتخابات التي أجريت في وقت تتزايد فيه أعداد الوفيات والإصابات بسبب فيروس كورونا.
واستهدف حزب بهاراتيا جاناتا ولاية البنغال الغربية بكثافة خلال الحملة الانتخابية، لكن من فاز بها هو رئيسة وزراء الولاية الحالية، ماماتا بانيرجي، وهي من أشد المنتقدين لمودي.
واتهم مودي بالتركيز على استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات بدلا من تركيز جهوده على التعامل مع أزمة تفشي الوباء.
وأجريت الانتخابات أيضا في ولايات آسام، وتاميل نادو، وكيرالا، بالإضافة إلى إقليم بودوتشيري.
وسيطر الحزب على ولاية آسام الشمالية الشرقية، لكنه لم يحقق مكاسب كبيرة في أماكن أخرى.
صحفيون كشميريون يحملون لافتات خلال احتجاج على تعسف القوات الهندية في سريناغار ، كشمير الخاضعة للإدارة الهندية في 18 ديسمبر 2019.
وخلال الأيام الـ10 الماضية على التوالي، تجاوز عدد حالات الإصابة اليومية في البلاد 300 ألف حالة. وسجلت أكثر من 360 ألف إصابة جديدة و3417 وفاة يوم الاثنين.
وارتفع عدد الوفيات اليومية في الهند الأحد ارتفاعا شديدا، فبلغ 3689 حالة وفاة. وتواجه المستشفيات نقصا حادا في الأسرّة والأكسجين، ويلجأ العديد من الهنود إلى مناشدات يائسة على وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على المساعدة.
ويوجه اللوم إلى مسيرات الحملة الانتخابية والتصويت، في زيادة عدد الحالات.
وألقى مودي، وبعض وزرائه عشرات الخطب في ولاية البنغال الغربية، ولكنها لم تفلح، إذ اتُهموا بالتركيز على صناديق الاقتراع بدلا من الوباء.
ماذا حدث في ولاية البنغال الغربية؟
مع فرز جميع النتائج تقريبا، تبين فوز حزب مؤتمر ترينامول بزعامة رئيسة وزراء الولاية، ماماتا بانيرجي، بأكثر من 200 مقعد في الجمعية المكونة من 294 مقعدا.
وستجعل تلك النتائج بانيرجي زعيمة ولاية البنغال الغربية للمرة الثالثة. وهي أيضا رئيسة الوزراء الوحيدة في الهند.
واحتفلت بانيرجي بالفوز، وقالت إن ولاية البنغال الغربية "أنقذت" الهند بتلك النتيجة، وإن التعامل مع كوفيد-19 سيكون على رأس أولوياتها.
ولكن فوزها لم يكتمل إذ فقدت مقعدها في نانديغرام، وفاز بالمقعد مساعد سابق لها. وقالت إنها ستطعن في النتيجة أمام المحكمة لكنها قد تضطر إلى الترشح مرة أخرى لتظل رئيسة للوزراء.
وتعد ولاية البنغال الغربية، التي يقطنها 90 مليون نسمة، مع مدينة كولكاتا، ذات أهمية خاصة لمراقبي الانتخابات.
وهي واحدة من الولايات القليلة التي لم يحكمها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي بزعامة مودي.
وعلى الرغم من تلك الهزيمة، شهدت الانتخابات فوز حزب بهاراتيا جاناتا بنحو 80 مقعدا، ليصبح حزب المعارضة الرئيسي. وكان قد فاز في انتخابات 2016 بثلاثة مقاعد فقط هناك.
وتقول مراسلة بي بي سي في دلهي، جيتا باندي، إنه على الرغم من إجراء الانتخابات التشريعية في خمس ولايات هندية، فإن المعركة الحقيقية كانت على ولاية البنغال الغربية.
وكان حزب بهاراتيا جاناتا قد بذل كل ما في وسعه للدعاية الانتخابية، مع تولي رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، قيادة الحملة.
ولتعزيز جاذبيته بشكل أكبر للناخب البنغالي، لجأ إلى إطالة لحيته، بعد أن أجرى أنصاره مقارنات مع أيقونة الولاية المحبوبة للغاية، الشاعر الهندي رابندرانات طاغور الحائز على جائزة نوبل.
وقال مودي في تهنئة بانيرجي في تغريدة، "إن وجود حزب بهاراتيا جاناتا زاد بشكل كبير في ولاية البنغال الغربية."
وهنأ زعيم حزب المؤتمر المعارض، راؤل غاندي، بانيرجي على "هزيمة حزب بهاراتيا جاناتا بشكل معقول" رغم أن حزبه خسر عددا كبيرا، من المقاعد في الولاية.
وغمرت وسائل التواصل الاجتماعي المنشورات التي تشير إلى نجاح "ديدي"، وهو لقب بانيرجي المعروف، ويعني الأخت الكبرى.
وكان التصويت في الولاية قد جرى على ثماني مراحل على مدى شهر. وتواجه مفوضية الانتخابات انتقادات كبيرة لرفضها تقليص عدد المراحل، وإجراء الحملة الانتخابية عبر الإنترنت.
واتهم منتقدون اللجنة بسيطرة حزب بهاراتيا جاناتا، عليها.
وبالإضافة إلى الولايات الشمالية الشرقية، مثل ولاية البنغال الغربية وآسام، كان هناك تصويت أيضا في ولايتي تاميل نادو، وكيرالا الجنوبيتين، وإقليم بودوتشيري بجنوب الهند، وانتخابات المجالس المحلية في بعض أجزاء ولاية أوتار براديش في الشمال و تيلانغانا في الجنوب.
واستولى الحزب المعارض الرئيسي الإقليمي في ولاية تاميل نادو على السلطة. واحتفظ تحالف يساري بالسلطة في ولاية كيرالا، بينما لم يفز التحالف الذي يقوده حزب بهاراتيا جاناتا بأي مقاعد.
ويرى بعض المحللين أن النتائج تظهر تأثير وباء كورونا، وضعف تأثير خطاب حزب بهاراتيا جاناتا في الولايات التي يقطنها عدد كبير من المسلمين.
ما هي أحدث أرقام كوفيد في الهند؟
عدد الوفيات والإصابات في الهند ارتفع بشدة.
سجلت الهند أكثر من 19 مليون حالة إصابة بفيروس كورونا، وهي بذلك تأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة. كما توفي بسبب الوباء أكثر من 218000 شخص، على الرغم من أن العدد الحقيقي للقتلى يعتقد أنه أعلى من ذلك بكثير.
وأشار خبراء إلى أن معدلات الفحص المنخفضة، وعدد الأشخاص الذين يموتون في المنازل، خاصة في المناطق الريفية، هي عوامل مساهمة في الأرقام التي لم يبلغ عنها.
وظهرت صور مؤلمة في الهند للعائلات التي تسعى يائسة للحصول على أسرّة في المستشفيات، وإمدادات الحفاظ على الحياة، على مدى أكثر من 10 أيام، بينما لا تزال مشارح الموتى ومحارق الجثث مكتظة.