يمثل اليوم الأحد نقطة تحول بالنسبة لألمانيا، حيث يسعى ثلاثة مرشحين لتولي رئاسة الحكومة بعد 16 عامًا قضتها المستشارة أنجيلا ميركل على رأسها.
أولاف شولتس مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي
أدى الأداء القوي الذي قام به أولاف شولتس، وزير المالية الألماني ونائب ميركل، في الحملة الانتخابية ،إلى أن يصبح بشكل غير متوقع المنافس الأبرز لخلافة المستشارة المنتهية ولايتها.
وتكبد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شولتس أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخه في عام 2017 عندما حصل على 5ر20% من الأصوات، وتراجعت أعداده أكثر كشريك صغير في ائتلاف المحافظين بقيادة ميركل. لكن حملة شولتس شهدت عودة الحزب إلى الحياة، وأصبح على من يريد منصب المستشارية الآن أن يتغلب عليه .
وعلى الرغم من أنه بدأ حياته السياسية بعيدًا عن التيار اليساري، إلا أن المعتدل الحازم الآن هو السياسي الأكثر شعبية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي حتى الآن.
وخلال فترة وجوده في الحكومة، أصبح الرجل الهادئ البالغ من العمر 63 عاما وجه استجابة ألمانيا التحفيزية لأزمة فيروس كورونا والتي تقدر بمليارات اليورو.
وكان شولتس محاميا محنكا، وعمل في عام 2007 كوزير للعمل والشؤون الاجتماعية في أول حكومة ائتلافية لميركل مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وبعد أربع سنوات، توجه إلى هامبورج، حيث أصبح عمدة المدينة، قبل أن يعود إلى الحكومة في برلين.
أرمين لاشيت مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي
بصفته زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ منذ يناير وخليفة ميركل الطبيعي، كان لأرمين لاشيت في البداية أقوى الحظوظ لأن يكون مستشار ألمانيا بعد انتخابات سبتمبر.
ومع ذلك، عانى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزبه الشقيق الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري من انخفاض حاد في الشعبية خلال استطلاعات الرأي وسط الإحباط من الإغلاق الممتد بسبب فيروس كورونا وسلسلة من الفضائح السياسية والزلات خلال الحملة- أسوأها عندما شوهد لاشيت وهو يضحك خلال تصريحات رسمية من قبل الرئيس الألماني عن الفيضانات في الصيف.
وعلى الرغم من أنه رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في ألمانيا ومعقلها الصناعي، ويحظى بدعم قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلا أن لاشيت، البالغ من العمر 60 عامًا، كان يعاني من مشكلة في الشعبية بين الناخبين.
أراد لاشيت الكاثوليكي المتدين - وهو أب لثلاثة أبناء - في البداية أن يصبح صحفيا ، ثم انتقل إلى النشر قبل التحول إلى السياسة.
وكان عضوا سابقا في كل من البرلمانين الألماني والأوروبي، وشغل السياسي المدفوع بالاجماع العديد من الحقائب الوزارية في شمال الراين ويستفاليا قبل أن يقود حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي للفوز في الولاية خلال انتخابات عام 2017.
أنالينا بيربوك مرشحة حزب الخضر
يمثل ترشيح أنالينا بربوك خروجا عن القاعدة - ليس فقط تحولًا كبيرًا في الأجيال في السياسة الألمانية، بل إنها أيضًا المرة الأولى في تاريخه الممتد لأربعة عقود التي يقدم فيها حزب الخضر مرشحهم لمنصب المستشار في الانتخابات الاتحادية.
وتصدرت بيربوك عناوين سلبية في الصحف خلال الحملة التي شهدت تراجع حزبها من احتلال الصدارة لفترة وجيزة ليحتل المركز الثالث بشكل واضح. من بين أمور أخرى، أبلغت مؤخرًا عن مدفوعات خاصة تلقتها من حزبها وتم اكتشاف تناقضات في سيرتها الذاتية الرسمية.
وفي إطار 'بداية جديدة' لألمانيا، فإن السياسية التي تبلغ من العمر 40 عامًا هي أصغر من ميركل بـ 26 عاما. وقد ولدت في ولاية سكسونيا السفلى عام 1980، وهو العام الذي تأسس فيه حزبها.
ونشأت داخل أسرة يسارية في قرية جنوب هانوفر، وعادةا ما تم أخذها إلى مظاهرات مناهضة للطاقة النووية ومناهضة الحرب عندما كانت طفلة. وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية، درست السياسة والقانون في هامبورج ولندن وبرلين.
تعيش بيربوك - الأم لابنتين- في ولاية براندنبورج شرقي ألمانيا منذ عدة سنوات، وشغلت هناك منصب رئيس حزب الخضر في الولاية من 2009 إلى 2013 ،كما تم انتخابها لعضوية البوندستاج في 2013. وحتى الآن ، وليس لديها خبرة في الحكومة.