في هذا اليوم 28 سبتمبر عام 2000 كانت علامة فارقة في تاريخ شعبنا الفلسطيني ومقاومته وثورته وصراعه مع العدو الصهيوني في مشوار التحرير والعودة المتواصل والممتد على مدار عقود من الزمن، حين أعادت انتفاضة الأقصى الاعتبار مجددًا للقضية الفلسطينية بعد ضياعها في أوسلو، واستعاد خيار مقاومة الاحتلال الإسرائيلي طريقًا للتحرير والعودة مكانته في وجدان وواقع كل فلسطيني، وأصبحت الانتفاضة الثورة الملهمة لحركات التحرر وشعوب العالم، وفي ذكرى الانتفاضة الثانية لفلسطين كان لنا أحاديث مع فلسطنيين عاهدوا الانتفاضة الثانية.
تعرضت للإصابة في الانتفاضة الفلسطينية الثانية
وفي هذا السياق، قال الأسير المحرر عبد الفتاح دولة أن ٢١ عاما على انتفاضة الأقصى تعبرنا ذكراها اليوم لتعود علينا بشريط طويل من التضحيات والبطولات وبطش وجرائم المحتل التي سفكت الدم الفلسطيني بابشع وسائل القتل.
واضاف في تصريح خاص لأهل مصر أن قبل هذا التاريخ حذرت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات وكل شعبنا الفلسطيني من دخول ما يسمى رئيس وزراء الاحتلال ارئيل شارون، والذي لم يستجب لرفض شعبنا تدنيس المسجد الأقصى ودخل إلى ساحات المسجد، فخرج شعبنا عن بكرة ابيه في وقفات غضب ورفض لهذا الاقتحام الذي جاء بعد تنصل الاحتلال من كل الاتفاقيات وأهمها اتفاق الحل النهائي وإقامة دولة فلسطين، والأبشع من ذلك أنه استخدم كل آلة القمع والقتل ضد المحتجين وقتل العشرات في وقت قصير فثار شعب فلسطين ضد جرائم القتل وتطورت الانتفاضة من شعبية سلمية إلى انتفاضة مسلحة في وجه المحتل وسجل فيها شعبنا المثير من البطولات والتضحيات على مذبح الحرية والاستقال.
وأكد كنت إلى جانب شعبي في المسيرات الشعبية الرافضة للاحتلال وممارساته وتعرضت للإصابة في هذه الانتفاضة وفقدت الكثير من أصدقائي الشهداء وعشت مطاردا لأربعة أعوام ونصف العام وشهدت حصار المقاطعة مع 'ياسر عرفات' عندما حوصر مقر الرئاسة بحُجة وجود مطاردين ورفض 'ابو عمار' حينها الرضوخ للتهديدات ومحاولات تسليم المطاردين او ابعادهم ورغم تدمير المقر قال لنا اما ان نستشهد سويا او ننتصر سوية وكان النصر وانسحاب الاحتلال.. اعتقلت في هذه الانتفاضة وحكم علي بالسجن ١٢ عاما واليوم انا حر استذكر هذه المرحلة من نضال شعبنا الفلسطيني بكل فخر رغم ما حملته من اوجاع، على أمل أن ينجح نضال شعبنا في تحقيق الحرية والخلاص من الاحتلال والعيش في وطنه بأمان.
تغيير علم فتح للون الأصفر
وعلى جانب آخر، قال الدكتور أيمن الرقب عضو حركة فتح أن أنتفاضة الأقصي كانت فكرتها الخروج عن اتفاق أوسلو والخروج عن الحالة المتردية للبلاد بعد الاحتلال الإسرائيلي،وياسر عرفات كان ينظر لاتفاق اوسلو بأنه مرحلة وكان دائماً يقول لا تنزلوا من على الجبل ، وهذه المقولة التي قالها الرسول صلي الله عليه وسلم في 'معركة أحد' مع المشركين.
واضاف في تصريح خاص لاهل مصر أنه في تلك الانتفاضة كنت أنا نائب رئيس حركة الشبيبة الفتحاوية حيث كانت أكبر اطار شبابي تابع لحركة فتح، وعندما بدأت الانتفاضة وكان قراراً بالتصعيد لمواجهة الاحتلال تردجت بالانتفاضة الشعبية للمواجهة شارك بها الاجهزة الامنية وشارك بها الشعب الفلسطيني وكل الفصائل ضد الاحتلال الصهيوني.
واشار الي انه كان رافضاً في البداية أن نصل إلي درجة المواجهة المفتوحة، وقد تم تقسيمنا خلال الانتفاضة داخل حركة فتح كلاً حسب محافظته وسقط كثيرا من الشهداء في خط المواجهة الاول وكانت لحظات مهمة وحاسمة لمواجهة الاحتلال.
وتابع قائلاً:' في هذه الفترة تغير لون راية حركة فتح الي اللون الاصفر حيث كانت باللون الابيض، وانا من بادرت باختيار هذا اللون لانه احد الوان النار وهو لون راية صلاح الدين الايوبي عندما فتح القدس، وكان لهذا هدف في الانتفاضة ان حركة فتح داخل المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي وهذه الفترة كان رئيس وزراء الاحتلال يهود باراك أمر لاول مرة بقصف مباني سكنية والمتظاهرين وقتل الاطفال وكان الشهيد محمد الدرة رمز الانتفاضة، وفارس عوف الذي كان يحمل مقلاعاً يقتل به جنود الاحتلال، وهذه كانت رسالة من الاجيال بانها تملك تحقيق مصيرها،ورغم ان ياسر عرفات كان لايريد المواجهة المسلحةلكن الامر قد كان فات حيث جاء 'شارون' وامر دباباته بدخول رام الله '.