بعد أسبوع من التوترات الأمنية التي شهدتها محافظة ديالى شرق العراق، والتي أخذت بُعدا طائفيا، أدى آلاف العراقيين من أبناء الطائفتين السُنية والشيعية صلاة جُمعة مُشتركة في مدينة المقدادية، مركز المُحافظة.
وجاء أداء صلاة الجمعة بعد دعوة وجهها زعيم التيار الصدري مُقتدى الصدر، إلى جانب المئات من الدعوات التي أطلقها السياسيون والمثقفون ورجال الدين العراقيون طوال الأيام الماضية، التي دعت إلى نبذ الطائفية والعنف، وتغليب لغة الحوار والشراكة بين أبناء الطائفتين داخل المحافظة، ومختلف مناطق العراق.
شوارع مدينة المقدادية كانت قد شهدت منذ فجر اليوم انتشارا أمنيا مكثفا، بغية الحفاظ على الأمن، وعدم السماح بأي اختراق أثناء التجمهر. فيما كانت مُختلف المنازل والمحال والسيارة تضج بأغاني وأهازيج تدعوا للوحدة الوطنية العراقية والأخوة بين مختلف أبناء العراق. كذلك كان الكثير من العراقيون يوزعون الماء والحلوى وبعض الفاكهة على المتوجهين نحو مكان الصلاة المُشتركة، فيما كانت تُسمع الزغاريد بين حينٍ وآخر.
ودعا إمام الخُطبة والصلاة المُشتركة الشيخ مصطاف التميمي، إلى الوحدة المُجتمعية ونبذ الخلافات والحفاظ على السلم الأهلي.
وكانت محافظة ديالى قد شهدت أحداث عنف مُستعرة في أواخر شهر أكتوبر الفائت. فبعدما هاجمت مجموعة من مقاتلي داعش قرية الرشاد القريبة من مدينة المقدادية، واغتالوا 13 مدنياً من أبناء القرية، شنت مجموعات مُسلحة، من بينهم أبناء القرية، هجوماً على قرية 'نهر الإمام' القريبة من قرية الرشاد، وأجهزت على العشرات من أبناء القرية، فالمسلحون المهاجمون كانوا يتهمون أبناء القرية بتسهيل وغض النظر عن أفعال مقاتلي داعش.
وشهد العراق بعد الحادث الأليم نقاشاً سياسياً وثقافياً وأمنياً، بشأن دور الجيش والقوات الأمنية العراقي في حماية المدنيين من الانتقام الطائفي الذي نفذه مُسلحون مُرتبطون بفصائل الحشد الشعبي. فمجموعة التصريحات والمعلومات كانت تقول إن قرابة خمسة آلاف جُندي وعنصر أمني كانوا متواجدين في المنطقة أثناء تنفيذ تلك العمليات الانتقامية.
أصوات عراقية أخرى دعت إلى إجراء تحقيق شفاف وحازم بشأن الأحداث التي شهدتها المحافظة وقتئذ، وتحديد مهام وسُلطة الجيش والأجهزة الأمنية في المحافظة، وحماية المدنيين من هجمات مقاتلي تنظيم داعش والميليشيات الطائفية على حد سواء، وعدم تغليف جوهر المسألة في المحافظة ببعض المناسبات الاحتفالية، مثل الأمسيات والصلوات المشتركة