حصلت «أهل مصر» على معلومات خاصة حول المشاورات السياسية المحمومة التي شهدتها الخرطوم، خلال الساعات القليلة الماضية في السودان، والوساطة التي اقنعت عبد الله حمدوك بالتراجع عن استقالته.
وقالت أميرة على القيادية في حركة تحرير السودان فرع الشمال لـ «أهل مصر»، إن وساطة جنوبية شارك فيها عبد العزيز الحلو رئيس قيادة الأركان المشتركة بالجبهة الثورية السودانية - الشعبي لتحرير السودان فرع الشمال، أقنعت حمدوك بالتراجع مؤقتا عن استقالته لحين التوصل لآلية لحل النزاع بين حمدوك وبين الجيش السوداني.
دعوات من مسؤولين في مجلس السيادة لمحاولة نزع فتيل تفجير
ومنذ اللحظة التي سربت فيها أنباء نية حمدوك تقديم استقالته، تلتها دعوات من مسؤولين في مجلس السيادة لمحاولة نزع فتيل تفجير أزمة جديدة بين حمدوك وبين الجيش السوداني، وسط مخاوف من أن استقالة حمدوك إن حدثت ستعيد الوضع إلى ما قبل نوفمبر الماضي خاصة مع استمرار المظاهرات في المدن السودانية المطالبة بتخلي الجيش عن السلطة في البلاد بشكل كامل.
وقالت أميرة على إن الوسيط أقنع حمدوك بالتراجع عن قرار الاستقالة، وأكد له أنه سيتواصل مع جميع الأطراف للوفاء بالتزاماته المؤقتة، في إشارة إلى قائلا:' إن حمدوك يتعرض لضغوط شديدة من جهات عديدة لتشكيل حكومة فنية بسرعة، مع إخفاق بعض الأحزاب السياسية في الوفاء بالتزاماتها. كما أن هناك شروطًا وضعها للجيش تجعل من المكون العسكري في مجلس السيادة صاحب القرار النهائي في أى اتفاق سياسي في المستقبل'.
الجيش السوداني يشترط ألا تشمل حكومة حمدوك القادمة أي عضو من أحزاب (الحركات المسلحة)
وقالت أميرة على لـ «أهل مصر» أن الجيش السوداني يشترط بشكل أساسي ألا تشمل حكومة حمدوك القادمة أي عضو من أحزاب (الحركات المسلحة) واستبعاد هذه الأحزاب بشكل كامل من التمثيل في مجلس الوزراء الذي شهد معارضة شديدة.
وفي نفس الوقت تشير الدلائل إلى أن عدم التوافق السياسي بين القوى السياسية، وخاصة قوى الحرية والتغيير، كان أحد الأسباب وراء التلويح مجددا من جانب حمدوك بالاستقالة.