يرى بيتر كوزنيك، مدير معهد الأبحاث النووية في الجامعة الأمريكية بواشنطن، أن السماح لأوكرانيا باستعادة ترسانتها النووية السابقة ستكون خطوة مجنونة لن تؤيدها أي دولة من حلف الناتو.
وفي تعليقه على خطاب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث لم يستبعد فيه خروج بلاده من مذكرة بودابست، قال بيتر كوزنيك في حديثه لوكالة "تاس" إن خطاب زيلينسكي يثير خيبة أمل كبيرة.
وأضاف أن زيلينسكي كان يبقى حتى اللحظة الأخيرة "صوتا للهدوء في بحر التحذيرات المثيرة للجدل حول الهجوم الوحشي (لروسيا على أوكرانيا) الصادرة عن واشنطن".
وأشار كوزنيك إلى أن زيلينسكي "كرر من جديد مطالبه الخاصة بانضمام بلاده إلى الناتو، في ظروف الوضع المتوتر للغاية حول أوكرانيا، وبدأ يعلن، وهو الأمر غير المقبول تماما بالنسبة لروسيا، عن التخلي عن مذكرة بودابست لعام 1994، التي تنص على أن أوكرانيا تدمر ترسانتها النووية، فيما تضمن روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا أمنها".
وحذر قائلا أنه لا يمكن كيف سيكون رد روسي على "محاولات أوكرانيا للحصول على الأسلحة النووية".
وعبر عن اعتقاده بأن هذه "فكرة ميؤوس منها على الإطلاق"، وحصول أوكرانيا على أسلحة نووية سيكون "الجنون بالفعل".. و نظرا لعدم الاستقرار في أوكرانيا "سيؤدي ذلك إلى أن العالم سيصبح أكثر خطورة من الآن. لا أستطيع أن أتخيل أن أحدا من أعضاء الناتو على الأقل سيدعم ذلك".
وأضاف: "آمل بأن ذلك يثنيه العقلاء. زيلينسكي محبط من حقيقة أن الناتو لا يزود أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة، ولا يفرض عقوبات وقائية على روسيا. لكن يجب عليه أن يفهم ضرورة إيجاد حل دبلوماسي، يتضمن نسخة معينة من "مينسك -2"، وكذلك الاعتراف بحياد أوكرانيا".
واستخلص الخبير: "ستسمح مثل هذه الخطوات من جانب أوكرانيا لروسيا بـ "إعلان النصر وسحب القوات من الحدود".
كما أوصى الخبير الولايات المتحدة بالتصالح مع حقيقة أنها لا تعد دولة كبرى وحيدة في عالم أحادي القطب. وتابع: "نعيش في عالم متعدد الأقطاب، وروسيا والصين لديهما مصالح أمنية مشروعة، ويجب على الولايات المتحدة الاعتراف بها".