مرة جديدة، يترقب العالم بخوف الخطوة القادمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد إعلانه استقلال الجمهوريتين الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، وهجومه الحاد على الغرب وأوكرانيا خلال كلمته أمام الشعب الروسي مساء امس الإثنين.
وصعد بوتن بشكل كبير مواجهته مع الولايات المتحدة وحلفائها، حيث وقع مراسيم تعترف بمنطقتين في شرق أوكرانيا استولى عليهما المتمردون المدعومون من روسيا.
وبجرة قلم، قطع بوتن قطعتين أخريين من أوكرانيا ليضيفها إلى شبه جزيرة القرم، التي سيطر عليها بنفس الطريقة في 2014.
وقالت موسكو إنها سترسل من أسمتهم "قوات حفظ السلام" إلى المناطق المستقلة حديثا، وبالرغم من التعبير الملطف، يخشى المسؤولون الأميركيون من أن القوة يمكن أن تكون طليعة التعبئة الكاملة للغزو التي توقعوها منذ أيام، وفقا لموقع سي إن إن.
وفي اجتماع طارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مساء الإثنين، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن تصنيف روسيا للقوات التي كانت ترسلها إلى شرق أوكرانيا كـ "قوات حفظ سلام" هو "هراء". وقالت إن القوة كانت "محاولة لخلق ذريعة لمزيد من الغزو لأوكرانيا".
على الرغم من سوء الجولة الأخيرة الجيوسياسية بالنسبة للغرب، لكن ما سيحدث في الساعات والأيام القادمة هو الذي سيحدد مسار العالم للسنوات المقبلة.
إذا توقف بوتن عند هذا الحد، فمن الممكن احتواء أزمة أوكرانيا، وحتى منح الرئيس الروسي فرصة لتهدئة الموقف والامتناع عن غزو كامل للبلاد بعد الاستيلاء على أراضي جديدة.
مثل هذه الخطوة إلى الوراء - التي ربما تكون مصممة لتقسيم الولايات المتحدة عن الحلفاء الأقل تشددا - قد تتجنب أزمة عالمية أوسع.
في الولايات المتحدة، قد يجنب هذا السيناريو المؤقت الأميركيين ارتفاعا مدمرا جديدا في أسعار البنزين والتضخم ويسمح للرئيس جو بايدن بالهروب من ضربة أخرى لمصداقيته في عام انتخابات منتصف المدة الصعبة.
ومع ذلك، فإن الأدلة على خطاب بوتن الغاضب يوم الاثنين، ووجود ما يصل إلى 190 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا ومعظم تقييمات القادة الأمريكيين ومسؤولي المخابرات تشير إلى توقعات في صراع مقبل لا محالة.
في خطابه من الكرملين، أوضح بوتن أنه يرى أوكرانيا جزء لا يتجزأ من روسيا، وليست كيانا مستقلا - وهي حجة لا توحي بضبط النفس.
وقد يكون إعلان استقلال الانفصاليين كمبرر لمشروع أكبر بكثير من توغل محدود في شرق البلاد.
ومن السهل قراءة خطاب بوتن، على أنه محاولة لإعداد الشعب الروسي للحرب. كما أدى بالتأكيد إلى بذل جهد طويل الأمد للهيمنة وزعزعة استقرار الديمقراطية التي تضم أعدادا كبيرة من المواطنين الذين يتوقون للانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي.
وفي الخطاب، كانت الفقرة الأكثر "رعبا" بالنسبة للغرب، عندما بدا أن بوتن مستد للتعامل مع أي هجوم على القوات الروسية التي ستدخل شرق أوكرانيا، مما قد يكون ذريعة لصراع أوسع، قالت الولايات المتحدة إنه قد يقتل آلاف المدنيين ويؤدي إلى تدفق اللاجئين.
وأخبر العديد من المسؤولين الأميركيين شبكة سي إن إن، إنهم فسروا تحرك بوتن في المنطقتين الشرقيتين لأوكرانيا، كجزء من مسيرة ثابتة نحو غزو أوسع لأوكرانيا.