لا تزال مدينة ماريوبل جنوب شرق البلاد محاصرة، مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يومها الـ 42، فيما "تمنع موسكو دخول المساعدات" بحسب ما زعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واتهم زيلينسكي القوات الروسية بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى ماريوبول المطلة على بحر آزوف، من أجل "كسب الوقت، وحتى تتمكن من تنظيف وإخفاء جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان"، وفق تعبيره.
فيما أشارت وكالة الأمن الأوكرانية (SBU) إلى أن بيانات أظهرت أن القوات الروسية "تخطط لجمع جثث سكان ماريوبول الذين قتلوا على يد عناصرها أنفسهم، في مكان واحد وتقديمهم كضحايا سقطوا برصاص القوات الأوكرانية".
وكان زيلينسكي أكد في وقت سابق أمس، أن الوضع صعب في ماريوبول، موضحا أن الجهود الأوكرانية لصد القوات الروسية عن المدينة، تواجه صعوبات جمة.
وأعلن فاديم بويتشينكو، رئيس بلدية تلك المدينة المحاصرة منذ أسابيع عدة، أنها "دمرت بنسبة 90%"، فيما أضحت "40% من بنيتها التحتية غير قابلة للإصلاح"، لافتا أيضا إلى وجود آلاف المدنيين المحاصرين.
يذكر أن محاولات متكررة جرت على مر الأسابيع الماضية لفتح ممرات آمنة تسهل خروج المحاصرين (170 ألفا بحسب السلطات الأوكرانية) في تلك المدينة بظروف إنسانية كارثية، لكنها فشلت، فيما حمل كل جانب الطرف الآخر المسؤولية.
ومنذ انطلاق العملية العسكرية التي وصفتها موسكو بالمحدودة في 24 فبراير الماضي على الأراضي الأوكرانية، شكلت ماريوبول التي تطل على بحر آزوف، هدفاً استراتيجياً للروس، لاسيما أن السيطرة عليها ستتيح ربط المناطق الواقعة تحت سلطة الانفصاليين الموالين لروسيا في الشرق، مع شبه جزيرة القرم.