اعلان

نيويورك تايمز: قوات أوكرانية نفذت إعدامات بحق أسرى روس

جنود اوكرانيا
جنود اوكرانيا
كتب : وكالات

أظهر مقطع فيديو نُشر على الإنترنت يوم الإثنين وتحققت منه صحيفة 'نيويورك تايمز'، مجموعة من الجنود الأوكرانيين يعدمون جنودًا روسا وقعوا في الأسر خارج قرية غربي كييف.

إلى هذا، قال أحد الجنود الأوكرانيين المشارك في الجريمة وهو يشير إلى الجنود الروس 'لا يزال على قيد الحياة.. صوّر هؤلاء اللصوص.. انظر إنه لا يزال على قيد الحياة، إنه يلهث بينما يُشاهد جندي روسي يرتدي سترة فوق رأسه، ويبدو أنه مصاب ولا يزال يتنفس'، ثم أطلق جندي النار على الأسير مرتين. وبعد أن استمر الرجل في الحركة، أطلق عليه الجندي النار مرة أخرى وتوقف عن الحركة، فيما امتنعت الصحيفة عن نشر الفيديو لبشاعته.

انتشر مقطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ظهوره للمرة الأولى صباح الأحد 27 مارس/آذار. ومنذ ذلك الحين، أعادت حسابات مؤيدة لروسيا نشره على العديد من المنصات.

وصرح رئيس أركان القوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني بأن روسيا 'تقوم بتصوير وتوزيع مقاطع فيديو مفبركة' لتشويه سمعة أوكرانيا وطريقة تعاملها مع السجناء الروس.

بيد أن أوليكسي أريستوفيتش، أحد مستشاري الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، صرح بأنه سيكون هناك تحقيق فوري، وأضاف: 'أود أن أذّكر كافة أفراد الجيش والمدنيين وقوات الدفاع بأن إساءة معاملة أسرى الحرب تعتبر جريمة حرب'.

وقالت رئيسة بعثة مراقبة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا، ماتيلدا بوغنر، إنها تشعر 'بقلق بالغ'، وأكدت أنه يجري التحقيق في الفيديو.

تحليل شبكة البي بي سي للفيديو

ما الذي يظهر في الفيديو؟

الفيديو - الذي يحتوي مشاهد مزعجة لدرجة لا يمكن معها عرضه بالكامل - يُظهر عددا من الجنود الأسرى مستلقين على الأرض. غُطت رؤوس بعض هؤلاء الجنود بأكياس، ويبدو الكثير منهم وكأنهم ينزفون دماء من جروح في أرجلهم. ليس واضحا كيف أو متى أصيبوا بتلك الجروح.

يستجوب الجنود الأسرى، إذ يسألونهم عن وحداتهم وأنشطتهم في المنطقة، وفي أحد مقاطع الفيديو يتم إنزال ثلاثة أشخاص من عربة، ويقوم جندي على ما يبدو بإطلاق النار على أرجلهم باستخدام سلاح هجومي، ثم يتم استجواب هؤلاء الرجال.

أين تم تصويره؟

مساء الأحد، زعم أحد مستخدمي تويتر أن الفيديو صُور في مزرعة ألبان في قرية مالايا روهان، جنوب شرق خاركيف. استخدمت بي بي سي أدوات تحديد المواقع الجغرافية للتأكد من الموقع. وقد استعادت القوات الأوكرانية السيطرة مؤخرا على المنطقة بعد أن كان الجيش الروسي قد استولى عليها.

وبتحليل الصور الملتقطة بالأقمار الصناعية والصور الملتقطة من المزرعة، نستطيع التعرف على بعض الأدلة التي تشير إلى موقع الفيديو.

قبل إطلاق النار على الجنود الثلاثة، نستطيع أن نميز بعض ملامح منزل يظهر خلف أحدهم، كما أن الشجرة (1)، والمدخنة (2)، والنصف العلوي للنافذة (3) تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في صورة سابقة (التقطت عام 2017) للمنطقة المحيطة بمزرعة الألبان، والتي وجدناها على موقع المزرعة على جوجل، في الفيديو، يحجب هيكل أبيض في الفناء المنزل بشكل جزئي.

في مقطع آخر من الفيديو يظهر جنود مستلقون على الأرض، هناك المزيد من الأدلة المرئية.

متى تم تصويره؟

لا يظهر في الفيديو وقت أو تاريخ تصويره، وليست هناك بيانات وصفية (ميتاداتا) من شأنها أن تمكننا من تحديد وقت التصوير بالضبط.

تشير تقارير الأرصاد الجوية من منطقة خاركيف إلى أن الفيديو صور في 26 مارس، كان الطقس يومي الجمعة والسب جافا ومشمسا، ولكن باردا، في حين خلال ليلة السبت/الأحد، سُجلت أمطار خفيفة في المنطقة.

وبالنظر إلى موقع الشمس في بعض لقطات الفيديو، يبدو أن التصوير تم في الساعات الأولى من النهار.

ما الذي يقال؟

يتم استجواب الأسرى باللغة الروسية. ويقول خبير لغات بقسم المتابعة الإخبارية في بي بي سي إن لهجات المستجوِبين 'تتوافق مع ما يُتوقع من أشخاص أوكرانيين يتحدثون الروسية'.

وأكد خبير آخر أنهم يتحدثون على ما يبدو بلهجة شرق أوكرانيا، مشيرا إلى استخدام كلمة 'هوفوريت' (أي تحدث) بدلا من كلمة 'غوفوريت' الروسية.

وفي أحد المقاطع، يوجه لأحد الأسرى اتهام قصف خاركيف، ويُسأل آخر عن جنسيته، فيجيب بأنه آزري (ليس من العرق الروسي).

يقول أحد الأسرى إنه متمركز في بيشكيفيتا، وهي منطقة قريبة من قرية مالايا روهان ومزرعة الألبان التي تعرفنا عليها.

من هم الجنود؟

لهجات الأشخاص الذين أسروا الجنود تماثل لهجة الأوكرانيين القاطنين بشرق البلاد. غير أن ذلك لا يعني أنهم جنود أوكرانيون، فمن المحتمل أن يكونوا انفصاليين موالين لروسيا من هذه المنطقة.

كما أنهم يرتدون بدلات عسكرية وأربطة زرقاء حول الأذرع كتلك التي تستخدمها القوات الأوكرانية، رغم أن ذلك ليس دليلا قاطعا بأي حال من الأحوال.

خلال عطلة نهاية الأسبوع يومي 26 و27 مارس، تم بث فيديو على الإنترنت يظهر أنشطة لوحدة كراكين التابعة للجماعة السياسية اليمينية المتطرف المعروفة باسم 'الفيلق الوطني'، تمكنت بي بي سي من تحديد الموقع الجغرافي لأحد مقاطع هذا الفيديو في قرية فيلخيفكا، على بعد 3.5 كيلومترا من قرية مالايا روهان، الطقس كان أيضا مشمسا وجافا.

الجماعة قالت إن 30 جنديا روسيا وقعوا في الأسر في القرية في 25 مارس، ويحتوي فيديو كراكين على مقطع لأسرى حرب مقيدين ومعصوبي الأعين يُزج بهم في شاحنة صغيرة مغطاة، ويظهرون في مقطع آخر وهم يُجبرون على غناء النشيد الوطني الأوكراني. لكن ليس هناك أي إطلاق للنار أو يتعرضون لممارسات عنف شديدة.

تواصلت بي بي سي مع كونستانتين نيميتشيف رئيس الفيلق الوطني في منطقة خاركيف، والذي قال إن قواته عاملت الأسرى 'بشكل إنساني'، ونفى أي صلة لجماعته بفيديو إطلاق النار المزعوم بالمزرعة.

هؤلاء ليسوا بشراً

وقال جندي أوكراني في الفيديو وهو يسير بين المركبات المحطمة: 'هؤلاء ليسوا بشرًا'، مضيفًا أن ملازمين روسيين تم أسرهما.

في حين وصفت وكالة أنباء أوكرانية نشرت مقطع الفيديو في أعقاب الكمين في 30 مارس الهجوم بأنه من عمل 'الفيلق الجورجي'، وهو وحدة شبه عسكرية من المتطوعين الجورجيين تشكلت للقتال نيابة عن أوكرانيا في عام 2014.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً