على الرغم من عدم التفاؤل بانتخاب رئيس جديد للبنان في جلسة اليوم، التأم البرلمان اللبناني الخميس من أجل التصويت على ساكن قصر بعبدا المقبل.
فبعد أن تأمن نصاب الثلثين(86 نائبا) من النواب الـ 128، كما ينص عليه الدستور، في الدورة الأولى من الانتخاب، بدأ التصويت.
إلا أن "الفراغ" كان سيد الموقف، فقد صوت 63 نائبا بورقة بيضاء، لاسيما أنه لا يوجد توافق بين قوى المعارضة والنواب التغييريين، وبين حزب الله وحلفائه، ففشل البرلمان كما كان متوقعاً بانتخاب رئيس جديد للبلاد في الدورة الأولى، ولم يتأمن النصاب للثانية.
إذ بدأ النواب بالانسحاب بعد عد أوراق المصوتين بالدورة الأولى، وبالتالي لم يتأمن النصاب القانوني للدورة الثانية، ما دفع برئيس البرلمان نبيه بري إلى رفع الجلسة، معلناً أنه لن يحدد أخرى قبل "التوافق".
وكانت أسماء النائب ميشال معوض، وصلاح حنين، وسليم إده، طرحت سابقا، إلا أن أياً من المرشحين لم ينل توافقاً خلف الكواليس، بين الكتل النيابية.
الفراغ الرئاسي
يذكر أن ولاية الرئيس الحالي ميشال عون البالغ من العمر 88 عامًا، والتي امتدّت على ستّ سنوات، تنتهي في 31 أكتوبر المقبل، وسط مخاوف وتوقعات ايضا بأن يدخل لبنان في مرحلة من الفراغ الرئاسي، والحكومي كذلك، لاسيما أنه بسبب الانقسامات نفسها، لم تثمر مساعي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في تشكيل حكومة منذ الانتخابات البرلمانية التي جرت في منتصف مايو الماضي.
ففي بلد يقوم نظامه على تقاسم الحصص بين المكونات السياسية والطائفية، غالبا ما يتأخر التوافق على تسمية رئيس للبلاد أو للحكومة. فقد انتُخب عون رئيسًا، في أكتوبر 2016، بعد شغور رئاسي امتد لأكثر من عامين.
انهيار اقتصادي
ويشهد لبنان منذ العام 2019 انهياراً اقتصادياً صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم، حيث خسرت معه العملة المحلية نحو 95 في المئة من قيمتها، بينما لا يزال سعر الصرف الرسمي مثبتاً على 1507 ليرات مقابل الدولار، ويعد ذلك سبب رئيسي في خوف أي رئيس تحمل تلك المسؤولية، وفقاً لصحيفة لبنان نيوز
كما ترافقت تلك الأزمة مع شلل سياسي حال حتى الآن، دون اتخاذ تدابير تحدّ من التدهور وتحسّن من نوعية حياة السكان الذين يعيش أكثر من ثمانين في المئة منهم تحت خط الفقر.