يمكن أن تبدأ نهاية العالم بكرة قدم لكن ليس أي كرة، إنما تسمى "كرة القدم النووية"، كما يطلق على الحقيبة المرافقة للرئيس الأمريكي أينما ذهب.
وطبقًا لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، لا يبدو الكثير على الحقيبة السوداء، لكن الدليل الوحيد على أهميتها هو أنها لا تترك أبدًا يد المساعد العسكري.
وبداخلها، هناك الأكواد السرية والخطط المهمة التي تمكن الرئيس الأمريكي من التصريح بضربات نووية – والاختيار مما يشبه قائمة أهداف – بأي مكان في العالم.
بايدن بين دعم أوكرانيا وعدم التورط في حرب نووية
داخل البيت الأبيض، هناك غرفة العمليات المؤمنة الخاصة بالرئيس، حيث يمكنه الأمر بالحرب والتواصل مع القادة العسكريين. لكن عندما يسافر الرئيس، على سبيل المثال، إلى أي مكان، يسافر مع "كرة القدم" الخاصة به.
ووفقا للرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يهدد العالم بـ"هرمجدون" عندما يشير إلى استخدام الأسلحة النووية ضد أوكرانيا.
هنا يمكن أن يأتي الرد الأمريكي، حال حدوث الأمر، من على متن السيارة الليموزين "الوحش"، أو طائرة "آير فورس وان"، أو مخبأ سري، أو أي مكان توجد فيه "كرة القدم" والرئيس معا.
وأزيح الستار عن بعض المعلومات الخاصة بـ"كرة القدم"، التي تعرف رسميا باسم "حقيبة الطوارئ الرئاسية"، منذ تم تصويرها عند حملها خلف الرئيس جون إف كينيدي بمنزل عائلته على الشاطئ في ماساتشوستس عام 1963.
ورافقت أخرى رونالد ريجان بالميدان الأحمر خلال قمته مع ميخائيل جورباتشوف عام 1988.
وهناك عنصر أكثر سرية – ويحمل اسما مستعارا بريئا بشكل مخادع – هو العنصر الآخر المهم في إشعال حرب نووية: "البسكويت".
فإذا كانت "كرة القدم" تضم قائمة خطط الحرب، يحوي "البسكويت" الأكواد، المعروفة باسم "جولد كودز"، التي يمكن للرئيس من خلالها تعريف نفسه وتوجيه الأمر. وهي في نفس حجم بطاقات الائتمان تقريبا، ومن المفترض أن يحمل الرئيس إحداها طوال الوقت.
وعندما اقتحم أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكابيتول في 6 يناير عام 2021، اضطر نائب الرئيس مايك بنس للفرار إلى مكان آمن – جنبا إلى جنب مع مساعد عسكري يحمل "كرة نووية" احتياطية، والتي دائما أيضا ما ترافق خليفة الرئيس.
وتقول خدمة أبحاث الكونغرس أن "الرئيس لديه السلطة الوحيدة للتصريح باستخدام الأسلحة النووية الأمريكية."
ويتعين على الرئيس التعريف عن نفسه (باستخدام أكواد "البسكويت"، ويمكنه مناقشة الخيارات مع كبار القادة، ويفترض به ذلك.
لكن حتى إذا سعى الرئيس لـ"المشورة" من قادته العسكريين فإنه "يطلب من هؤلاء المستشارين نقل وتنفيذ الأوامر التي تصرح باستخدام النووي".
وبعد ذلك تمر الأوامر عبر مراتب القيادة وصولًا إلى أفراد الخدمة الذين يحرسون الأزرار في الصوامع أو الغواصات أو في الجو.
ولا يملك الرئيس زرا أحمر كبيرا للضغط عليه، وأي أوامر يوجهها يتعين عليها المرور عبر عدة مجموعات من البشر قبل تحولها إلى واقع.
ويطلب من الأفراد العسكريين الأمريكيين عصيان الأوامر غير القانونية، كما قال جون هيتين، قائد القيادة الاستراتيجية الأمريكية "ستراتكوم" عام 2017: "نفكر كثيرًا في تلك الأشياء. إذا كانت غير قانونية، سأقول: سيدي الرئيس، هذا غير قانوني. وسيقول: ماذا سيكون قانونيا؟ وسنتوصل إلى خيارات، مع مجموعة من الخيارات للرد على أي موقف. هذه هي الطريقة التي تعمل بها."
وفي الحالات الأكثر تطرفا، يمكن للحكومة نظريا التدخل لتجريد الرئيس من سلطاته، من خلال الاحتجاج بالتعديل 25. وهذا لم يحدث، بالرغم من أنه كانت هناك عدة ادعاءات بأن مناقشات رفيعة المستوى أجريت بشأن المسألة خلال رئاسة ترامب الفوضوية.