فيما تستعد الجزائر لإحياء الذكرى السنوية لليوم الوطني الـ61 على "المجزرة" التي ارتكبتها فرنسا فيما سمي "الثلاثاء الأسود"، دخلت فرنسا على خط جراح الجزائريين.
وبتغريدة حاول فيها الرئيس الفرنسي مداواة جراح الجزائريين التي لم تندمل بعد، أكد إيمانويل ماكرون أن فرنسا لا يمكن أن تنسى الضحايا، مشيرًا إلى أن الحقيقة هي السبيل الوحيد إلى مستقبل مشترك.
وتحيي الجزائر اليوم مرور 61 عاما على "مجزرة الثلاثاء الأسود" والتي ارتكبتها قوات الشرطة الفرنسية بحق متظاهرين جزائريين خرجوا في احتجاجات على حظر التجوال الذي فرض على الجزائريين في باريس عام 1961.
اعتراف فرنسي
وقال الرئيس الفرنسي في تغريدته: "في باريس، قبل 61 عامًا، خلف قمع مظاهرة للانفصاليين الجزائريين مئات الجرحى وعشرات القتلى"، مشيرًا إلى أن "الجرائم التي حدثت لا يمكن تبريرها. فرنسا لا تنسى الضحايا. الحقيقة هي السبيل الوحيد إلى مستقبل مشترك".
اليوم الوطني للهجرة.. مهدئات فرنسية لـ"وجع" الذاكرة بالجزائر
ورغم محاولات الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون منذ انتخابه لأول مرة عام 2017، لتطبيع العلاقات بين البلدين، إلا أن هذه الذكرى تنكأ جراح 132 عاما منذ عهد الاستعمار الفرنسي (1830-1962)، والتي لم تلتئم بعد.
رسالة تبون
من جانبه، قال الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون إن "ذكرى يوم الهجرة لمظاهرات 17 أكتوبر 1961، تحل علينا لنسترجع فيها مآسي المجازر النكراء التي اقترفها المستعمر قبل ستين عاما في حق بنات وأبناء الشعب الجزائري في المهجر الذين أكدوا بمواقفهم عبر الزمن أن الهجرة لم تكن بالنسبة لهم هجرانا لبلدهم ولا ابتعادا عن آلام وآمال أبناء وطنهم".
وأكد الرئيس الجزائري أن هذه الذكرى "تدعونا إلى الالتفاف حول مشروع التجديد الوطني والتوجه بعقيدة راسخة نحو المستقبل، لكسب رهان بناء اقتصاد وطني صاعد وواعد، وتحقيق التنمية المستدامة التي يكون المواطن جوهرها في جميع مناحي الحياة".
وأشار إلى أن الجالية الجزائرية في الخارج "مدعوة لتكثيف مساهماتها في المجهود الوطني، لا سيما أن التعديل الدستوري مكنها من الانخراط في الديناميكية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها الجزائر الجديدة المعولة على قدرات بناتها وأبنائها في الداخل والخارج".