وسط مؤشرات على اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية شهدت مناطق مُتفرقة بالضفة الغربية المُحتلة، اليوم الثلاثاء، مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي المُتفجر 'دمدم'، أحدهم طفل يبلغ من العمر 14 عامًا، خلال المواجهات في مدينة البيرة الملاصقة لرام الله بوسط الضفة.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر، أن طواقمها قدمت الإسعافات الأولية للمواطنين المصابين في الأطراف السفلية خلال مواجهات منطقة 'جبل الطويل' بالبيرة.
.
الجيش الاسرائيلي في الضفة
وفي نابلس، بشمال الضفة، أصيب فلسطيني بالرصاص المطاطي إضافة لخمسة آخرين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال مواجهات اندلعت في قرية 'أوصرين'. وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال منطقة شعب السير المُحاذية لمستوطنة 'كرمي تسور' الجاثمة على أراضي المواطنين جنوب بلدة 'بيت أمر'، وداهمت عددا من المنازل، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها الجنود الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، الأمر الذي تسبب بإصابة عشرات المواطنين بحالات اختناق، وقد تم علاجهم ميدانيا.
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تحذر من التوتر في الضفة
على صعيد آخر زعم ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن التوتر في الضفة الغربية سيتفاقم العام المقبل، وأن 'إسرائيل لا تتعرض لمجرد موجة من الإرهاب'. ورأى رئيس قسم أبحاث المخابرات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، البريغادير جنرال عميت ساعر، أن العنف المتصاعد في الضفة الغربية سيكون ثاني أكثر تحدي تواجهه إسرائيل في عام 2023، بعد إيران.
وقال متحدثا في مؤتمر استضافته 'جازيت' وهي مؤسسة بحثية عسكرية: 'يمكن للناس أن يقولوا إن شيئا لم يتغير.. الرعب موسمي، كل بضع سنوات لدينا موجة وبعد ذلك تهدأ وتعود.. هناك أشخاص في المؤسسة الأمنية يعتقدون أن هذا هو الحال، لكني أعتقد خلاف ذلك'.
وأضاف: 'أعتقد أننا بحاجة إلى فحص ما شهدناه في الأشهر الأخيرة، ليس من خلال منظور عدد الهجمات، ولكن من خلال الأسباب..
إننا نرى أن الأسس التي سمحت لنا بإدارة الصراع بدأت تتعثر.. نحن بعيدون كل البعد عن القدرة على حل النزاع'. وتابع قائلا: 'هذه الأسس في العام الأخير، ومع التوجه نحو عام 2023، ستصبح غير مستقرة'. وصرح ساعر بأن هناك سهولة في الوصول إلى الأسلحة النارية في الضفة الغربية، مما يتيح هجمات إطلاق نار متكررة، مؤكدا أن 'الأمر أكثر تعقيدا للتعامل معه'، على حد تعبيره.
على صعيد آخر حذر مراقب الدولة الإسرائيلي، متنياهو أنغلمان، من ثغرات واسعة في نظم معلومات الجيش الإسرائيلي التي تحتوي على بيانات وسجلات مئات الآلاف من المجندين. ولم يجدد سياسته الدفاعية منذ 2015.. مراقب الدولة الإسرائيلي يحذر من ثغرات واسعة في نظم معلومات الجيش
وقال متنياهو أنغلمان في تقرير صدر يوم الثلاثاء، إن الثغرات في نظم معلومات الجيش الإسرائيلي تجعلها عرضة لهجمات سيبرانية.
ويملك الجيش الإسرائيلي 3 نظم معلومات بيومترية يستخدمها لتحديد هوية قتلاه، وهي قاعدة بيانات لبصمات الأصابع وبصمات الكف، وقاعدة بيانات لصور الأسنان، بالإضافة إلى عينات دم، والتي تشمل معلومات طبية وشخصية وحساسة لمئات الآلاف من الجنود الذين جندوا في الجيش الإسرائيلي.
وأشار المراقب في تقريره إلى أن هناك 'ثغرات واسعة' في أمن نظم المعلومات التابعة للجيش الإسرائيلي، وأفاد بعدم وجود أنظمة قادرة على توفير حماية أمنية كافية للمعلومات وقواعد البيانات، كما أشار إلى عدم تنفيذ المتطلبات المنصوص علها في لوائح سياسة الأمن السيبراني.