قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أن الوقت لم يحن بعد لبدء المفاوضات حول أوكرانيا، وأن بلاده ستستمر في تقديم المساعدات لكييف بما يعزز مواقعها التفاوضية مع روسيا. أضاف سوليفان أن الولايات المتحدة تعتبر أن مهمتها حاليا تتمثل في ضمان 'أفضل الأوضاع الممكنة' لكييف كي تبدأ المفاوضات، وذلك عبر استمرار تقديم المساعدات العسكرية لها.
وأضاف أن واشنطن تسعى لمنع تصعيد منافستها مع الصين وتحولها إلى صراع بين البلدين، وتطمح للتعاون مع بكين في القضايا المهمة للجانبين والعالم.
وقال سوليفان: 'أود أن أقول إن الاجتماع الأخير بين الرئيس الأمريكي جو بايدن مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بالي خلال قمة مجموعة العشرين سلط الضوء على الحقيقة التالية: نحن نتبع استراتيجية تنص بشكل أساسي على أننا نتنافس بشدة، لكننا لا نريد أن تؤدي هذه المنافسة إلى صراع. كما تنص على وجود مجالات يمكننا ويجب علينا العمل فيها مع الصين، لأن هذا في الأساس يصب في مصلحتنا'. وأشار إلى أن 'المناخ' هو 'مثال عظيم' على التعاون بين الولايات المتحدة والصين. مؤكدا وجود أمثلة أخرى على هذا التعاون. وأضاف: 'هذا لا يلغي التعقيدات والتوترات واحتمالات الأزمات التي يجب إدارتها بعناية من خلال قنوات اتصال فعالة'.
الحرب في اوكرانيا
مجلس الامن القومي الامريكي ينفي استعداد الجيش الروسي للهجوم على كييف
على صعيد آخر نفى جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، استعداد الجيش الروسي للهجوم على كييف في الوقت الراهن. ونقلت 'رويترز' عن كيربي: 'لا أريد الخوض في تفاصيل المعلومات الاستخباراتية، لكننا لا نرى أي أدلة على تحضير روسيا للهجوم على كييف في الوقت الراهن'. وفي وقت سابق علق كيربي على التقارير التي تتحدث عن احتمال تزويد كييف بأنظمة صواريخ باتريوت المضادة للطائرات وفقا له، لا يستطيع البيت الأبيض تأكيد هذه التقارير. وقبل ذلك، حددت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن شروط تسليم أنظمة الدفاع الجوي باتريوت لأوكرانيا. وفي هذا الصدد أشار السياسي إلى أنه لن يوافق على نقلها لكييف إلا بوجود تقرير مفصل حول هذه المسألة من البنتاغون.
على صعيد آخر قالت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية إن تل أبيب تنقل لأوكرانيا معلومات استخباراتية عن إيران، وخاصة المتعلقة بطائرات إيرانية مسيّرة، مشيرة إلى أن ذلك يتم عبر حلف الناتو. وذكرت الصحيفة، في تقرير نشرته يوم الخميس، أن إسرائيل زادت في الأسابيع الأخيرة من مساعدتها الاستخباراتية إلى أوكرانيا من خلال حلف شمال الأطلسي 'الناتو'.
ونقلت عن مصادر في مقر الحلف ببروكسل، أن تلك المساعدات تنقل إلى أوكرانيا بشكل غير مباشر، واصفة ذلك بالمرونة الإسرائيلية لصالح أوكرانيا بعدما أعلنت تل أبيب منذ فبراير الماضي 'التزامها بسياسة الحياد'. وقال مصادر في المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية لـ'هآرتس' إن 'قرار إيران بتزويد الطائرات مسيّرة وزيادة تعاونها العسكري مع روسيا هو خطأ استراتيجي من جانب طهران وأفضل شيء يمكن أن يحدث للعلاقات بين إسرائيل والناتو'.
وأشارت إلى أنه وقبل شهر ونصف فقط، رفض وزير الدفاع بيني غانتس، ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اقتراحا من وزير الدفاع الأوكراني لتبادل المعلومات حول الطائرات الإيرانية بدون طيار. وتمسكت حكومة بينيت ولابيد برفضها منح كييف أي شيء قد يساعد أوكرانيا عسكريا، واكتفت بالمساعدات الإنسانية.
وفي الشهر الماضي، قال مسؤولون أوروبيون كبار لصحيفة 'هآرتس' إنه وتحت الضغط الأمريكي، وافقت إسرائيل على ضمان شراء ملايين الدولارات من 'المواد الاستراتيجية' لأوكرانيا، وتم نقل تلك المواد عبر إحدى دول الناتو. كما وافقت تل أبيب على السماح لدول الناتو بنقل أسلحة إلى أوكرانيا بما في ذلك الأنظمة الكهروضوئية وأنظمة التحكم في الحرائق التي تصنعها الشركات الإسرائيلية، حسبما ذكرته الصحيفة.
وأشارت 'هآرتس' إلى أنه وعلى مدى عدة سنوات، أنشأ الموساد وجهاز الاستخبارات العسكرية وسلاح الجو والبحرية في إسرائيل قاعدة بيانات حول الطائرات الإيرانية بدون طيار، موضحة أنه إذا تمكنت بروكسل من الوصول إلى هذه البيانات، فستستفيد أوكرانيا ودول الناتو، وكذلك دول أخرى مثل الإمارات والسعودية واليابان وأستراليا.
وأكدت أن إسرائيل سلمت ملفا يحتوي على معلومات تفصيلية تم فحصها بعناية حتى لا تكشف عن مصادر وأساليب العمل، حول أنواع الطائرات بدون طيار الإيرانية وخصوصا 'شاهد 136'، وأحيل الملف عن طريق حاييم ريغيف، سفير إسرائيل لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، خلال لقاء مع نائب الأمين العام للناتو، ميرسيا جوانا. وبينت في السياق أن إسرائيل لا تزال تعارض تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي، ويدرك الناتو أن فرصة تغيير هذه السياسة ضئيلة أمامه.