في تصعيد غير متوقع من جانب كييف قصفت القوات الأوكرانية الخميس مدينة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الروسية بشرق أوكرانيا. ويأتي ذلك في وقت استبعدت فيه روسيا وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد في حرب مستمرة منذ نحو عشرة أشهر. واعلن أليكسي كوليمزين، رئيس بلدية دونيتسك المدعوم من روسيا أن القوات الأوكرانية قصفت المدينة الخاضعة لسيطرة موسكو بشرق أوكرانيا الخميس. وقال كوليمزين إن راجمات صواريخ متعددة من طراز بي.إم-21 جراد أطلقت 40 صاروخا على المدنيين في وسط المدينة في الساعات الأولى من الصباح.
وأضاف كوليمزين إن الهجوم هو الأكبر الذي تتعرض له دونيتسك منذ 2014، عندما استولى انفصاليون موالون لموسكو على المدينة من يد أوكرانيا. ووصف كوليمزين الهجوم بأنه جريمة حرب.
معارك طاحنة في باخموت
من جهتها، قالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في تقريرها اليومي إن موسكو ظلت تركز في هجماتها على مدينتي باخموت وأفدييفكا شرق أوكرانيا، مضيفة أن القوات الأوكرانية صدت هجمات روسية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وقالت أيضا إن القوات الروسية واصلت قصف القوات الأوكرانية والبنية التحتية المدنية في منطقة دونيتسك ومنطقتي زابوريجيا وخيرسون الجنوبيتين.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو الأربعاء: 'لا يوجد هدوء على خط الجبهة'، ووصف تدمير روسيا لمدن في الشرق بالمدفعية بأنه يهدف لعدم إبقاء أي شيء 'سوى الأنقاض والحفر'. وتعرضت كييف الأربعاء لأول هجوم كبير بطائرات مسيرة منذ أسابيع. وأُصيب مبنيان إداريان، لكن الدفاعات الجوية صدت الهجوم إلى حد كبير. وقال زيلينسكي إن 13 طائرة مسيرة أُسقطت.
وتسبب الصراع في مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين وتحولت مدن إلى أنقاض منذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط في 'عملية عسكرية خاصة'، قائلة إنها كانت بحاجة إلى حماية المتحدثين بالروسية من القوميين الأوكرانيين. وردا على سؤال عما إذا كانت موسكو قد تلقت مقترحات بشأن 'وقف إطلاق النار بمناسبة عيد الميلاد'، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين 'لا، لم نتلق مثل هذه العروض من أي طرف. هذا الموضوع ليس على جدول الأعمال'.
ولا تجري روسيا وأوكرانيا في الوقت الراهن محادثات لإنهاء أكبر صراع تشهده أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والذي تدور رحاه بالأساس في شرق أوكرانيا وجنوبها مع تحرك ضئيل من كلا الجانبين وقال زيلينسكي هذا الأسبوع إن على روسيا أن تبدأ الانسحاب بحلول عيد الميلاد كخطوة لإنهاء الصراع، لكن موسكو رفضت الاقتراح، قائلة إنه يتعين على أوكرانيا قبول خسارة الأراضي لصالح روسيا قبل إحراز أي تقدم. وردا على سؤال حول فرص التوصل إلى سلام بين الجانبين عن طريق التفاوض، قال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إنه 'من الصعب أن نخلص إلى أن هذه الحرب ستنتهي بحلول نهاية العام'.
وأطلقت روسيا وابلا من الصواريخ على البنية التحتية للطاقة منذ أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى تعطيل إمدادات الطاقة وترك الأوكرانيين دون تدفئة في ظروف الشتاء القارس. وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز هذا الأسبوع إن الإعلان عن قرار بشأن تزويد أوكرانيا بنظام الدفاع الصاروخي باتريوت قد يتم في وقت قريب جدا قد يكون اليوم الخميس، وهي خطوة من شأنها أن تعزز الدفاع الجوي الأوكراني بشكل كبير. في المقابل، أشار الكرملين إلى أن الولايات المتحدة 'تتعمق أكثر فأكثر في الصراع في جمهورية ما بعد الاتحاد السوفياتي' وإن أنظمة باتريوت الأمريكية ستكون أهدافا مشروعة.