بدأت منذ قليل مراسم وداع بابا الفاتيكان 'الفخري' بنديكتوس السادس عشر، في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان. وحضر مراسم الوداع رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجا ميلوني، وعدد من الوزراء، وعدد كبير من رواد الكنيسة الكاثوليكية، حيث تجمعوا أمام كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان، التي تعتبر الكنيسة الرئيسية للطائفة الكاثوليكية حول العالم، وعرض جثمان البابا بنديكتوس أمام منبر برنيني البابوي وسط الكاتدرائية.
وستستمر مراسم الوداع 3 أيام حتى الـ 5 من يناير، وستقام بعدها مراسم الجنازة التي سيترأسها بابا الفاتيكان الحالي فرنسيس، وسيتم دفن بنديكتوس السادس عشر، في سرداب تحت مذبح الكاتدرائية، إلى جوار سلفه الراحل يوحنا بولس الثاني. وتوفي بنديكتوس السادس عشر في الـ 31 من ديسمبر عن عمر يناهز الـ 95 عاما، إثر تردي حالته الصحية.
تولى بنديكتوس منصب البابا في الـ 24 من أبريل 2005، وتسلم مقاليد السلطة وفق التقليد الكاثوليكي في الـ 7 من مايو في كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني في روما، واستقال من منصبة في الـ 28 من فبراير عام 2013، لتقدمه بالسن، ليكون أول بابا يستقيل منذ ستة قرون. بعد استقالته أقام البابا في كاستل غاندلفو، قبل أن ينتقل إلى أحد الأديرة الواقعة في حدائق الفاتيكان، حيث تفرغ للصلاة والتأمل، محتفظا بلقب 'صاحب القداسة' والثوب الأبيض، كما احتفظ فخريا بلقب 'البابا'.
تاريخ البابا بندكت السادس عشر
بندكت السادس عشر
درس بندكت السادس عشر الفلسفة واللاهوت، وأصبح محاضرًا في عدة جامعات ألمانية بشكل أساسي في جامعة ريجينسبرغ، وسيم كاهنًا عام 1951، ثم أصبح خلال حبرية البابا بولس السادس رئيس أساقفة ميونخ ثم كاردينالاً عام 1977. لاحقًا في العام 1981 انتقل إلى روما حيث أصبح رئيس مجمع العقيدة والإيمان أحد أهم مجامع الكوريا الرومانية، وظلّ كرئيسه حتى انتخابه 2005. وكان عمدة مجمع الكرادلة خلال انتخابات العام 2005 والمرشح الأول لشغل لمنصب. كسابقه البابا يوحنا بولس الثاني، يعتبر البابا بندكت السادس عشر من المحافظين في الكنيسة الكاثوليكية في تعليمه اللاهوتي والاجتماعي، وقد كتب قبل انتخابه بابا، عددًا كبيرًا من المؤلفات في شرح العقائد الكاثوليكية والقيم المسيحية، ويرى البابا أن الابتعاد عن الله وفقدان المبادئ الأخلاقية المشكلة الأساسية في القرن الحادي والعشرين. يدير البابا أيضًا، مؤسسة راتزنجر الخيرية، التي تقوم بتحويل عوائد بيع كتبه ومؤلفاته إلى صناديق دعم الثقافة خصوصًا لطلاب الجامعات.
حتى قبل أنتخابه كبابا، اعتبر بندكت السادس عشر من الشخصيات المؤثرة في الفاتيكان خصوصًا بسبب علاقته المقربة من البابا يوحنا بولس الثاني، وقد ترأس القداس الإلهي خلال جنازته عام 2005. بالإضافة إلى اللغة الألمانية، يتقن البابا بندكت السادس عشر اللغة الإيطالية والفرنسية وبدرجة أقل الإسبانية والإنجليزية والبرتغالية واللاتينية إلى جانب اطلاعه على اللغة اليونانية واللغة العبرية.
وهو عضو في عدد كبير من الأكاديميات العلمية خصوصًا في فرنسا، والمواد العلمية المفضلة عنده هي العلوم الإنسانية، ويجيد العزف على البيانو ويفضل بنوع خاص مقطوعات موزارت وباخ.
وبعد استقالته أقام البابا في كاستل غاندلفو، قبل أن ينتقل إلى أحد الأديرة الواقعة في حدائق الفاتيكان، حيث تفرغ للصلاة والتأمل، محتفظا بلقب 'صاحب القداسة' والثوب الأبيض، كما احتفظ فخريا بلقب 'البابا'.