اعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنه يعتزم زيارة الحدود الجنوبية مع المكسيك يوم الأحد ، للمرة الأولى منذ توليه منصبه. وقال بايدن إنه سيزور مدينة إل باسو بولاية تكساس 'لتقييم عمليات إنفاذ القانون على الحدود، وللقاء المسؤولين المحليين وقادة المجتمع والأشخاص على الحدود'. واتهم الجمهوريين بعدم التعامل مع هذا الموضوع بجديه، مشيرا إلى أنه 'بعد أن يسمع ملاحظات المسؤولين على الحدود، سوف يعلن ما يقوله هؤلاء المسؤولون وعن الأمور التي يحتاجونها، ولكن ليست لديهم، لمحاولة إقناع زملائي الجمهوريين بضرورة القيام بشيء ما'.
بايدن يخطط لزيارة مكسيكو سيتي ويلتقي رئيس المكسيك
وكان بايدن قد خطط بالفعل لزيارة مكسيكو سيتي يومي الاثنين والثلاثاء للقاء الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، في 'قمة قادة أمريكا الشمالية'، والمعروفة أيضا باسم Three Amigos Summit، التي ستركز على تغير المناخ، والهجرة، والبيئة، والاقتصاد.
وترتدي مسألة الهجرة حساسية خاصة بالنسبة للبيت الأبيض الذي يواجه صعوبة حتى الآن في وضع استراتيجية طويلة الأمد لمعالجة وصول آلاف المهاجرين إلى الحدود مع المكسيك التي تمتد على ثلاثة آلاف كيلومتر. واستندت سياسة إدارة بايدن في مجال الهجرة حتى الآن بجزء كبير منها على تدبير اعتمد في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، يقيد كثيرا عمليات الدخول إلى الأراضي الأميركية بحجة وجود مخاوف صحية.
وكانت هذه الآلية القانونية المعروفة باسم 'تايتل 42' (الفصل 42) موضع معارك قضائية عدة. وقررت المحكمة العليا الإبقاء عليها في 27 ديسمبر بانتظار البت في جوهر القضية الربيع المقبل. وتعتبر أزمة الهجرة عند حدود البلاد الجنوبية من المواضيع المفضلة للمعارضة الجمهورية التي تأخذ على جو بايدن تجاهله للقضية وتطلب منه ومن نائبته، كامالا هاريس، بانتظام التوجه إلى هذه الحدود.
وتحذر ولايات أميركية عدة من توقع حصول تدفق كبير للمهاجرين، ما أن يرفع العمل بـ 'تايتل 42'، فيما وصول المهاجرين بطريقة غير قانونية عند حدود الولايات المتحدة والمسكيك يبلغ مستويات قياسية، مع توقيف أكثر من 200 ألف شخص في نوفمبر وحده.
على صعيد آخر أرجأ مجلس النواب الأمريكي، الخميس، لليوم الثالث على التوالي، إلى ظهر الجمعة جلسة انتخاب رئيس له بعد خمس جولات اقتراع جديدة فشلت خلالها الأغلبية الجمهورية مجدداً في حشد الأصوات اللازمة لانتخاب مرشّحها كيفن مكارثي رئيساً للمجلس.
وعلى غرار جولات الاقتراع الستّ العقيمة التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء، أدلى النوّاب بأصواتهم في خمس جولات اقتراع جديدة جرت الخميس لكنّها باءت كلّها بالفشل.
ولم يتمكّن مكارثي، النائب عن ولاية كاليفورنيا، من إقناع حوالى 20 نائباً جمهورياً من مؤيّدي الرئيس السابق دونالد ترامب بانتخابه خلفاً لـ نانسي بيلوسي، إذ ظلّ هؤلاء على رأيهم بأنّه معتدل أكثر ممّا ينبغي. وتجري مفاوضات حثيثة في الكواليس بين مكارثي ومعارضيه الجمهوريين الذين لا يمكنه بدون أصواتهم من الفوز بالمنصب.
وعلى الّرغم من أنّ مكارثي قدّم لهؤلاء النواب المحافظين المتشدّدين تنازلات كبيرة إلا أنّهم ما زالوا على رفضهم التصويت له بدعوى أنّهم لا يثقون به. وهذا الوضع المأزوم في رئاسة مجلس النواب غير مسبوق منذ 160 عاماً، وهو يشلّ المؤسّسة برمتها، إذ من دون رئيس لا يمكن للنواب أن يؤدّوا اليمين وبالتالي أن يقرّوا أيّ مشروع قانون.
ويتطلّب انتخاب رئيس مجلس النواب، ثالث أهم منصب في النظام السياسي الأميركي بعد الرئيس ونائبه، غالبية من 218 صوتاً، أمّن منها حتى الآن مكارثي 200 صوت بالإضافة إلى صوته. وسيواصل النواب التصويت الى حين انتخاب رئيس لمجلس النواب. وهذا الأمر يمكن أن يستغرق ساعات أو أسابيع: ففي العام 1856 لم يتّفق أعضاء مجلس النواب على رئيس إلا بعد شهرين و133 دورة.