لا تزال تداعيات تسريب وثائق سرية عن تقييمات أمريكية للقدرات العسكرية للحلفاء والخصوم تتفاعل في أروقة واشنطن، وفي أول تعليق على التسريبات لمسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، قال وزير الدفاع لويد أوستن الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستواصل التحقيق في التسريب المزعوم لوثائق سرية حتى تعرف مصدره.
وكانت أكثر من 50 وثيقة تحمل تصنيف 'سري'، و'سري للغاية' ظهرت لأول مرة على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس وتكشف ما يُفترض أنها تفاصيل القدرات العسكرية لبعض حلفاء الولايات المتحدة وخصومها.
هل تستعين واشنطن بـ"الصواريخ المصرية" لحماية البنتاغون؟
وأضاف أوستن في مؤتمر صحفي بوزارة الخارجية قائلا: 'سنواصل التحقيق ونقلب كل حجر حتى نعرف مصدر هذا (التسريب) ومداه'.
وتابع: 'وزارة الدفاع تعلم بأنه جرى نشر الوثائق بتاريخ 28 فبراير والأول من مارس، لكنها لا تدري إن كانت هناك وثائق نُشرت على الإنترنت قبل ذلك التاريخ'، لافتا إلى أن 'هذه أمور سنكتشفها مع استمرار التحقيق'.
ويعمل المحققون لتحديد الشخص أو الجماعة التي ربما تكون لديها القدرة والدافع لنشر تقارير المخابرات، وربما يكون هذا هو التسريب الأكثر ضررا لمعلومات حكومية أمريكية منذ نشر آلاف الوثائق على موقع (ويكيليكس) في 2013.
قصور به، وتشير إحدى الوثائق إلى العدد المحدود من القوات الخاصة الغربية الموجود في البلاد، وفتحت وزارة العدل الأمريكية تحقيقا جنائيا في إفشاء الوثائق.
ويقول بعض خبراء الأمن القومي ومسؤولون أمريكيون إنهم يشتبهون في احتمال أن يكون مصدر التسريب أمريكيا نظرا لاتساع نطاق الموضوعات التي تتضمنها الوثائق. وأضافوا أنه ربما تظهر وجهات نظر جديدة مع تقدم التحقيق.
وقدمت التسريبات لمحة ليس فقط عن كيف تجمع أمريكا المعلومات الاستخباراتية فحسب، وإنما أيضًا عما تعتقده بشأن مختلف الدول.
وتركز الوثائق التي سربت على 'ديسكورد'، وهو خدمة دردشة شهيرة بين محبي ألعاب الفيديو- في الغالب على الحرب في أوكرانيا، إذ تقدم تقييمات صريحة عن قدرات الجيشين الأوكراني والروسي، بحسب صحيفة 'واشنطن بوست' الأمريكية التي نشرت جانب من تلك الوثائق
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' نقلت عن مصادر في البنتاغون تأكيدها أن الوثائق المسربة 'حقيقية'، لكن في كييف، تحدث مسؤولون عن حملة تضليل محتملة من قبل روسيا، وفق 'بي بي سي'، فيما أشار مدونون عسكريون آخرون إلى عكس ذلك: بأنه جزء من مؤامرة غربية لتضليل القادة الروس.