قال مسؤولون أمريكيون إن طرفي الصراع في السودان التزما، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، بحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكنهما لم يتفقا على وقف إطلاق النار ولا يزالان متباعدين.
طرفا الصراع في السودان يتفقان على حماية المدنيين
وأضاف المسؤولون أنه بعد المحادثات التي جرت على مدار أسبوع في مدينة جدة السعودية الساحلية، وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إعلانا بأنهما سيعملان معا من أجل وقف قصير الأجل لإطلاق النار في محادثات أخرى.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية مشترطا عدم نشر هويته إن "الطرفين متباعدان جدا".
وأضاف أن المفاوضين الذين يعملون مع الوسطاء السعوديين والأمريكيين سيبحثون بعد ذلك تدابير أمنية محددة لحماية إمدادات المساعدات الإنسانية.
وقال المسؤول الأمريكي، إن الانتقال من وقف مؤقت لإطلاق النار، عند الموافقة عليه، إلى وقف دائم للأعمال القتالية سيكون عملية طويلة، ولكن واشنطن تأمل في أن تؤدي موافقة الطرفين على التوقيع على الإعلان اليوم الجمعة إلى تزايد الزخم.
ومن المتوقع أن تشارك جماعات مدنية في وقت لاحق في المحادثات.
وهزت الاشتباكات منطقة الحلفايا، وهي أحد مداخل العاصمة الخرطوم، في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس وسمع السكان أزيز طائرات حربية تحلق فوق العاصمة ومدينتي بحري وأم درمان المجاورتين، وإن بدا القتال أهدأ مما كان عليه يوم الأربعاء.
ولم يظهر أي من الطرفين علنا استعداده لتقديم تنازلات لإنهاء الصراع الذي اندلع فجأة الشهر الماضي ويهدد بانزلاق السودان إلى حرب أهلية.
وحصد القتال أرواح المئات وتسبب في أزمة إنسانية.
وانتُهكت اتفاقات هدنة سابقة مرارا ليواجه المدنيون ظروفا مرعبة طغت عليها الفوضى وعمليات القصف مع انقطاع الكهرباء والمياه ونقص الطعام وانهيار النظام الصحي.
وقال المسؤول الكبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن الإعلان الذي تم توقيعه في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة يهدف إلى تحسين تدفق المساعدات الإنسانية والبدء في استعادة خدمات المياه
والكهرباء.
وأضاف أن الوسطاء يأملون في أن يتسنى "ترتيب انسحاب قوات الأمن من المستشفيات والعيادات، ودفن الموتى بطريقة لائقة".
الصحة العالمية: أكثر من 600 شخص قُتلوا في السودان
وقالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 600 شخص قُتلوا في السودان وأُصيب أكثر من خمسة آلاف جراء القتال. وذكرت وزارة الصحة أن 450 على الأقل لقوا حتفهم في منطقة دارفور الغربية.
وفر كثيرون من الخرطوم ودارفور وتسبب القتال في نزوح 700 ألف داخل البلاد ولجوء 150 ألفا إلى الدول المجاورة، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.
وقال كاميرون هدسون الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن إن تنفيذ أي اتفاق قد يشكل تحديا.
وأضاف هدسون "إنهما محاصران في هذه المعركة حتى النهاية وسيوقعان على قطعة ورق وستحتفل واشنطن بنصر كبير، لكنني لا أعتقد أن ذلك سيغير آليات الصراع".
ونددت دول غربية بالانتهاكات التي يرتكبها الجانبان خلال اجتماع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، لكن سفير السودان قال إن الصراع "شأن داخلي".