بينما تجددت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد يوم على انتهاء الهدنة القصيرة التي دامت 72 ساعة، تعيش البلاد حالة من تراجع الخدمات الصحية التي وصلت إلى وضع كارثي فيما توقفت العملية التعليمية تمامًا بسبب القتال الدائر بين الطرفين العسكريين منذ أبريل الماضي.
وضع الرعاية الصحية في السودان "كارثي"
فقد كشفت المتحدثة الإقليمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر إليونا سينينكو اليوم الخميس، أن وضع الرعاية الصحية في السودان 'كارثي'، مضيفة 'نواجه مشكلة كبيرة في إمدادات الكهرباء والمياه النظيفة، مما يزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة، خصوصًا مع بدء موسم الأمطار في السودان.
كما قالت إن 20% فقط من المؤسسات الطبية في السودان مازالت في الخدمة حاليا، بعد مرور أكثر من شهرين على القتال.
المسؤولة الأممية: الصليب الأحمر تمكن من إيصال الإمدادات الطبية لـ10 مستشفيات
وأضافت المسؤولة الأممية أن الصليب الأحمر 'تمكن من إيصال الإمدادات الطبية والمستلزمات الجراحية إلى 10 مستشفيات في الخرطوم، وثلاثة مستشفيات في إقليم دارفور'، وفق ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي.
وتابعت 'نعمل مع مسؤولي وزارة المياه لدعم الجهود في تحسين الوصول إلى المياه النظيفة، حيث تمكنا من إمداد محطات المياه بتسعة أطنان من الكلورين'.
وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر حذرت من خلال حسابها على تويتر في 15 يونيو/حزيران الجاري، من انهيار وشيك للنظام الصحي في السودان بالرغم من جهود المنظمات الإنسانية والطواقم الطبية في احتواء تداعيات الأزمة الحالية، بسبب القتال الدائر في البلاد منذ منتصف أبريل نيسان الماضي.
في موازة ذلك، قال سامي الباقر رئيس لجنة المعلمين السودانيين المركزية إن العملية التعليمية في السودان توقفت تماماً للعام الدراسي الحالي، بسبب القتال الدائر في البلاد.
وأضاف الباقر أن اختبارات الشهادة الثانوية أُرجئت إلى أجل غير مسمى، بعد أن كان من المفترض أن تُعقد في 10 يونيو حزيران الجاري، بينما أجريت اختبارات الشهادة الابتدائية على عجل في كثير من الولايات ولم تتم حتى الآن في ولايات الخرطوم.
كذلك، قال رئيس لجنة المعلمين إن '300 ألف شخص من العاملين في قطاع التعليم من معلمين وفنيين وموظفين وعمال في أكثر من 20 ألف مدرسة في 18 ولاية في السودان لم يصرفوا رواتب شهر مايو، وهناك ولايات لم يتلق العاملون فيها رواتب شهر مارس أو أبريل'.
الباقر: عدم صرف الرواتب أثر سلبًا على العاملين في قطاع التعليم
وأضاف الباقر أن عدم صرف الرواتب، 'أثر سلبًا على العاملين في قطاع التعليم، مع وجود ضائقة اقتصادية وندرة في الخدمات والاضطرار إلى النزوح من المناطق المضطربة إلى خارج السودان أو داخل البلاد. لا نستطيع توفير أبسط مقومات الحياة من غذاء ودواء وغيرها، حتى أن مدخراتنا نفدت'.
وتسبب القتال الدائر في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع في مناطق واسعة من البلاد، في توقف قطاعات خدمية كليًا أو جزئيًا كالصحة والتعليم.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسف) قد حذرت في أواخر العام الماضي من عدم قدرة نحو 7 ملايين طفل في السودان على الذهاب إلى المدرسة، أي بواقع 1 من كل ثلاثة أطفال، كما تتقطع دراسة 12 مليون آخرين على نطاق واسع، بسبب نقص المعلمين، ووضع البنية التحتية، والحاجة إلى توفير بيئة تمكّن الأطفال من التعلّم.