أدركت الحكومة الباكستانية أن التعامل مع تهديد حركة «طالبان» الباكستانية يتطلب أكثر بكثير من مجرد استصدار فتاوى من القادة الدينيين، وأن الأمر يتطلب رداً عسكرياً قوياً.
ففي الوقت الذي أدان فيه وزير الداخلية المنتهية ولايته رنا ثناء الله خان التفجيرات الأخيرة في جنوب وزيرستان ومنطقة «كيش» في بلوشستان، تعهد بمواصلة الحرب لهزيمة الإرهابيين والإرهاب.
وأعرب الوزير السابق، في بيان، له لوكالة الأنباء الرسمية، عن تعازيه لأسر الشهداء، ونُقل عنه قوله إن «قوات الأمن تقاتل الإرهابيين، وإنها ستواصل الحرب ضد الإرهاب حتى يتم القضاء على الإرهابيين تماماً».
وكانت باكستان قد أرسلت في وقت مبكر دبلوماسياً كبيراً إلى كابل؛ لمطالبة المرشد الأعلى لحركة «طالبان» بإصدار فتوى تحرم الأنشطة الإرهابية لحركة «طالبان» الباكستانية في باكستان.
ويرى الخبراء العسكريون الباكستانيون أن الأنشطة الإرهابية لـ«طالبان» تتطلب رداً عسكرياً قوياً يحتاج من الدولة والحكومة الباكستانية حشد جميع مواردها المتاحة، ويعتقدون أن استصدار «فتوى من المرشد الأعلى لطالبان لن يكون لها سوى تأثير هامشي على الوضع العسكري على الأرض»، بحسب خبير عسكري.
من المعلوم أن حركة «طالبان» الباكستانية تخضع إلى حد كبير لتأثير حركة «طالبان» الأفغانية، وهناك آراء متزايدة في السلطة الرسمية في إسلام آباد تعتقد أن قضية حركة «طالبان» الباكستانية ستتلقى ضربة إذا أصدر القائد الأعلى لـ«طالبان» فتوى علنية ضدها.
المشهد الإرهابي في المنطقة
لكن الخبراء العسكريين الباكستانيين يعتقدون أن المشهد الإرهابي في المنطقة أكثر تعقيداً بكثير مما توحي به القراءة البسيطة للأوضاع هناك، حيث يقولون إنه لا «طالبان» الأفغانية ولا «طالبان» الباكستانية تملكان السيطرة الكاملة على المشهد الإرهابي في المنطقة.
وفي هذا الصدد، قال الخبير العسكري: «هناك مجموعة كبيرة من المقاتلين في المناطق الحدودية لأفغانستان وباكستان يميلون إلى التحول نحو جماعات أكثر تطرفاً حال مال تنظيمهم الأم إلى التباطؤ في التعامل مع الحكومة الباكستانية والحكومات الإقليمية الأخرى».
وحتى لو أقنعت حركة «طالبان» الأفغانية حركة «طالبان» الباكستانية بعدم مهاجمة المراكز العسكرية والحضرية الباكستانية، فهناك فرصة كبيرة لشروع المزيد من المقاتلين المتطرفين في الانضمام إلى «داعش - خراسان»، وهذا ما حدث في الماضي.
يقول الخبراء العسكريون إن على الحكومة والجيش الباكستانيين الاستعداد لحملة عسكرية طويلة ضد الجماعات الإرهابية في المنطقة، وأن استصدار فتوى ليس سوى عامل مساعد في هذه الحالة.