اوكرانيا تتحدث عن جهودها لمحاصرة نفوذ روسيا في افريقيا

هجوم أوكرانيا
هجوم أوكرانيا
كتب : وكالات

أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أنّ بلاده تعتزم بذل جهود سياسية لتعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية بهدف مواجهة النفوذ المتزايد لموسكو في القارّة. ويقيم الكرملين شراكات متينة مع دول إفريقية عدّة منذ الحقبة السوفياتية، غير أنّ موسكو تعزّز جهودها لتوطيد علاقاتها مع القادة الأفارقة مذ أصبحت معزولة على الساحة الدولية على خلفية غزوها لأوكرانيا.

والشهر الماضي، رحّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ'مستويات جديدة' من التعاون، خلال قمة في سان بطرسبرغ استضاف خلالها قادة أفارقة بينهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا. وقال كوليبا الأربعاء لصحافيي وكالة فرانس برس في مقرّ وزارة الخارجية في كييف 'إنّنا نبدأ من الصفر في إفريقيا. تحتاج هذه القارة إلى عمل منهجي وبعيد المدى. لا يحصل ذلك بين ليلة وضحاها'.

وفي المقابلة التي تطرق خلالها إلى ملفات عدّة، أكّد كوليبا أنّ الهدف من الهجوم المضاد الذي تشنّه كييف منذ حزيران/يونيو هو تحرير كافة أراضي أوكرانيا 'مهما طال الوقت'. وشدّد الوزير الأوكراني على ضرورة إرسال الغرب مزيدًا من الأسلحة لبلاده حتى تحقّق النصر.

واعتبر كوليبا الجهود الأوكرانية في ما يتعلّق بالتقرّب من إفريقيا بمثابة 'هجوم مضادّ' دبلوماسي في مواجهة المساعي الروسية لتوطيد العلاقات مع الدول الإفريقية. وأضاف 'إنّ استراتيجيتنا ليست الحلول مكان روسيا إنمّا تحرير إفريقيا من قبضة روسيا'، مشيرًا إلى أنّ أوكرانيا تسعى إلى التعامل مع هذه التفاعلات الدبلوماسية 'باحترام وعملًا بمبدأ المنفعة المتبادلة'. وقال كوليبا 'تحاول روسيا جاهدة إبقاء الدول في فلكها من خلال الإكراه والرشوة والخوف'. وأضاف 'لروسيا أداتان لعملها في إفريقيا هما الأقوى، إنهما الدعاية و(مجموعة) فاغنر' المسلّحة.

فاجنر تدخل في شراكة مع دول إفريقية

ودخلت مجموعة فاجنر في شراكة مع دول إفريقية عدّة من بينها مالي وجمهورية إفريقيا الوسطى، ما أثار انتقادات مجموعات حقوقية وحكومات غربية اتهمت المجموعة المسلّحة بارتكاب انتهاكات. وخضع رئيس المجموعة يفجيني بريجوجين، الذي كان حليفًا سابقًا للكرملين وحاول التمرّد على قيادة الجيش الروسي، لعقوبات على خلفية ما يقول الغرب إنه تأثير تدميري لمجموعته على القارّة.

وفي سياق متصل، اعتبر كوليبا أنّ المخاوف التي أعرب عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الأمن الغذائي في إفريقيا لا أساس لها، خصوصًا أنّ موسكو خرجت من مبادرة حبوب البحر الأسود. وكان الاتفاق الذي أُبرم العام الماضي برعاية الأمم المتحدة وتركيا، سمح بمغادرة حوالى 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، ما خفّف من حدة المخاوف حيال نقص المواد الغذائية في الدول الأضعف. وانسحبت موسكو من الاتفاق الشهر الماضي.

الهدف من الهجوم الأوكراني المضاد

وبعد نحو 18 شهرًا من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، كرّر كوليبا أن الهدف من الهجوم الأوكراني المضاد هو تحرير كافة أراضي أوكرانيا 'مهما طال الوقت'. وقال الوزير الأوكراني 'هدفنا هو النصر، النصر بتحرير أراضينا داخل حدود العام 1991. ومهما طال الوقت'. وأضاف 'طالما يتشارك الأوكرانيون هذا الهدف، ستمضي الحكومة الأوكرانية قُدمًا، جنبًا إلى جنب مع شعبها'.

وتابع 'كلّنا (في أوكرانيا) متعبون (...) لكنّ المخاطر أكبر من أن تسمح للإرهاق بأن يحدّد طبيعة قراراتنا'. وحدود العام 1991 هي حدود أوكرانيا المستقلّة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وتشمل هذه الحدود شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا إليها في العام 2014.

وفي يونيو، باشرت أوكرانيا هجومًا مضادًا أتاح لها استعادة عدداً من البلدات الصغيرة، لكنّها تواجه قوات روسية متحصّنة خلف خطوط دفاعية صلبة قوامها متاريس وخنادق وحقول ألغام. ولدى سؤاله عن ضغط محتمل يمارسه حلفاء كييف الغربيون عليها لكي تسرّع وتيرة هجومها المضادّ، أجاب كوليبا 'لا نشعر بذلك'.

WhatsApp
Telegram