رجحت صحيفة 'فايننشال تايمز' البريطانية أن تؤدي وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم هليكوبتر إلى توجيه ضربة صادمة وعنيفة على الصعيدين الخارجي والداخلي.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم لإثنين أنه من المرجح أن تكون وفاة رئيسي ضربة عنيفة على جبهة السياسة الخارجية حيث يوازن المرشد الأعلى علي خامنئي بين العداء تجاه الغرب وإسرائيل من خلال رد محسوب وإن كان محفوفا بالمخاطر، على الأعمال العدائية الإقليمية التي أثارتها الحرب بين إسرائيل وحماس، بهدف إبقاء الصراع بعيدا عن الشواطئ الإيرانية.
وفاة الرئيس الإيراني
وأفادت بأن طهران تدعم علنا الجماعات المسلحة فيما يسمى بمحور المقاومة - بما في ذلك حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية والسورية والحوثيين في اليمن وحماس- حيث شنوا هجمات ضد القوات الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة، إلا أن إيران أصرت مرارا على أن هذا المحور يتصرف بشكل مستقل وأن طهران لا تريد حربا إقليمية شاملة أو صراعا مباشرا مع الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة البريطانية، جازف خامنئي بالسماح بشن أول ضربة مباشرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على إسرائيل من الأراضي الإيرانية في أبريل الماضي، رداً على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والذي أسفر عن مقتل أعضاء كبار في الحرس الثوري ، وردت إسرائيل بشن هجوم صاروخي وطائرات مسيرة على قاعدة جوية بالقرب من مدينة أصفهان الإيرانية، ولكن التبادلات الانتقامية المدروسة تسببت في أضرار محدودة، وأشار العدوان إلى أنهما لا يريدون التصعيد.
وبالانتقال إلى الصعيد الداخلي، أوضحت ' فايننشال تايمز ' أن الأمر لم يكن أن رئيسي كان رئيسًا بارزًا ينتهج سياسات جذرية من شأنها إعادة تشكيل مستقبل إيران ، مشيرة إلى أن التاريخ في الواقع، سيحكم بلا شك على أن فترة ولايته القصيرة كان لها تأثير أقل من تأثير أسلافه مثل محمد خاتمي، الذي اتبع أجندة أكثر إصلاحية، أو حسن روحاني، المخطط الرئيسي والمدافع عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية.
وتابعت ' إنه منذ لحظة انتخاب رئيسي عام 2021، خلفا لروحاني، كان الرئيس الإيراني الراحل يعتبر جزءا لا يتجزأ من خطط خامنئي لتعزيز نفوذ المتشددين في النظام وضمان خلافة سلسة للمنصب الأعلى في إيران عندما يموت المرشد الأعلى البالغ من العمر 85 عاما في نهاية المطاف ، وهذا هو الموضوع الذي هيمن على السياسة الإيرانية خلال العقد الماضي، وسيستمر في ذلك.
وبحسب الصحيفة البريطانية، لن يكون لوفاة رئيسي أي تأثير ملحوظ على القرارات الرئيسية المتعلقة بالسياسة الداخلية والخارجية، والتي يحددها خامنئي في نهاية المطاف ، مستشهدة بأن إيران لم تظهر أي علامة على الضعف أو عدم الاستقرار السياسي بعد موجات من الاحتجاجات المناهضة للنظام وخلال فترة من التوترات المتصاعدة مع الغرب وإسرائيل، والتي غذتها الحرب بين إسرائيل وحماس المستمرة منذ سبعة أشهر.
واختتمت 'فايننشال تايمز' تقريرها بالقول إن هدف خامنئي الرئيسي في نهاية المطاف، سواء كان ذلك من خلال السياسة الداخلية أو الخارجية، هو ضمان بقاء الجمهورية الإيرانية، فرغم خسارته مساعدا موثوقاً به، وهو رئيسي، إلا أنه من غير المرجح أن تؤدي وفاة الأخير إلى تحويل خامنئي أو النظام الإيراني عن مساره، مع تصميم المرشد الأعلى على الحفاظ على إرثه وقوة المتشددين الموالين.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
