أكد مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية أن مساندة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية والتي تمثلت في التوصل لاتفاق تعاون عسكري بين البلدين الأسبوع الماضي أكدت قدرته على توجيه ضربة موجعة للولايات المتحدة وحلفائها من دول حلف شمال الأطلنطي (الناتو) .
وأضاف كاتب المقال بول سون أن مساعي الرئيس الروسي لتوطيد العلاقات الثنائية مع كوريا الشمالية تأتي في أعقاب إعلان واشنطن وحلفائها من الدول الغربية عن السماح للقوات الأوكرانية بمهاجمة أهداف داخل الأراضي الروسية خلال الحرب التي تدور رحاها بين القوات الروسية والأوكرانية منذ فبراير عام 2022 .
ويلفت المقال إلى أن تلك الخطوة من جانب الدول الغربية دفعت بوتين إلى تصعيد نبرة التهديد تجاه الغرب وهو ما تجلى من خلال شروعه في تدريب قواته على استخدام السلاح النووي التكتيكي، معلنا أن موسكو سوف تعيد النظر في عقيدتها العسكرية المتعلقة باستخدام ترسانتها من السلاح النووي.
ويشير المقال إلى تحذير بوتين الضمني لدول من حلف الناتو لم يسمها أنه بإمكانه محو تلك الدول من الوجود نظرا لصغر مساحتها وكثرة تعداد السكان بها. ويضيف المقال أن الرئيس بوتين قام الأسبوع الماضي بتوجيه دفة تهديداته إلى الجانب الشرقي من العالم بعد أن أحيا اتفاق الدفاع المشترك بين روسيا وكوريا الشمالية وهو ما ترافق مع تهديده أنه من الوارد تزويد كوريا الشمالية بالأسلحة كرد فعل لقيام الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بالسلاح وتخفيف قيود استخدامه ضد القوات الروسية.
ويلفت المقال إلى أن تهديدات الرئيس بوتين خلال جولته الأسبوع الماضي لكل من كوريا الشمالية وفيتنام شكلت تصعيدا جديدا بين روسيا والدول الغربية بسبب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ويشير المقال إلى أن التهديد الرئيس الروسي باستخدام السلاح النووي ليس بجديد حيث أن الرئيس الروسي اعتاد منذ بداية الحرب في أوكرانيا عام 2022 تحذير الدول الغربية من التورط في حرب أوكرانيا وإلا "سوف تواجه عواقب وخيمة لم تشهد مثلها عبر التاريخ".
ويوضح المقال أن تلك التهديدات تمكنت من إحداث التأثير المطلوب حيث سعى الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تجنب أي صراع نووي مع روسيا كما امتنعت واشنطن وحلفائها عن تزويد أوكرانيا بأسلحة متطورة خشية استفزاز الرئيس بوتين ودفعه لتنفيذ تهديده بتوجيه ضربة نووية ضد أي دولة من دول الناتو.
ويشير المقال في الختام إلى أنه من الواضح أن عدول الدول الغربية مؤخرا عن موقفها والسماح لأوكرانيا بتوجيه ضربات محدودة داخل الأراضي الروسية أثار غضب الرئيس بوتين مما دفعه إلى تصعيد نبرة التهديد باستخدام السلاح النووي ضد الدول الغربية.