أكد نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن المعركة في الجبهة الشمالية لن تهدأ إلا بوقف الحرب على غزة، مشددًا على أن عودة المستوطنين إلى شمال الأراضي المحتلة غير ممكنة في ظل استمرار العمليات العسكرية. جاءت تصريحات قاسم خلال كلمة ألقاها في حفل تأبيني لمقاتل من "حزب الله" قُتل في تبادل ناري مع القوات الإسرائيلية.
تهجير المستوطنين... ورقة ضغط استراتيجية
قال قاسم إن "المقاومة نجحت في دفع مئات الآلاف من المستوطنين نحو النزوح من المستوطنات الشمالية"، مؤكدًا أن هذا النزوح الجماعي يشكّل ورقة ضغط فعالة على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية. وأضاف: "لا طريق أمامهم للعودة إلى منازلهم سوى بوقف المجازر في غزة".
ضربة غليلوت وعين شيمر... كسر هيبة الوحدة 8200
وفي ما وصفه بـ"رد مزلزل"، أكد قاسم أن "حزب الله" نفّذ هجومًا مركّزًا على مواقع استخباراتية إسرائيلية ضمن عملية "يوم الأربعين"، وذلك ردًا على اغتيال القيادي فؤاد شكر. ونقل عن قناة "الميادين" أن "مصادر أمنية أوروبية" كشفت أن الضربة استهدفت مقرات الوحدة 8200 – ذراع الاستخبارات العسكرية الإلكترونية الإسرائيلية – في كل من قاعدة غليلوت وقاعدة عين شيمر.
خسائر بشرية في صفوف الضباط الإسرائيليين
ووفق المصادر، فإن الضربة أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الضباط والعناصر في تلك القواعد الحساسة، مما وصفته التقارير بـ"نجاح استخباراتي وتنفيذي كبير". وأكد قاسم أن هذه العملية "كسرت الهيبة الأمنية للاستخبارات العسكرية"، التي تُعتبر من أكثر الوحدات تطورًا في الجيش الإسرائيلي.
الوحدة 8200 في مهب الردع
تُعد الوحدة 8200 من أهم أذرع الحرب السيبرانية لدى إسرائيل، ومسؤولة عن جمع وتحليل المعلومات الإلكترونية والاستخباراتية. وضربها في عمق قواعدها يُعد اختراقًا غير مسبوق في سياق المواجهات بين "حزب الله" وإسرائيل. التقارير تتحدث عن حالة ارتباك وتوسيع أمني غير مسبوق داخل هذه القواعد بعد الهجوم، مع مؤشرات على زيادة تأمين القواعد بنسبة 200%.
رسائل قاسم: المواجهة مستمرة والنصر مشروط بإنهاء العدوان
في ختام كلمته، أكد نعيم قاسم أن المقاومة اللبنانية "لا تخشى المواجهة الشاملة"، وأنها مستعدة "لكل الاحتمالات"، مكررًا أن وقف الحرب في الجنوب اللبناني مرتبط جوهريًا بوقف الحرب في غزة، مشيرًا إلى أن "التكامل بين الجبهتين هو ما يرسم ملامح معادلة ردع جديدة".