أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا لطالما وقفت إلى جانب لبنان في أصعب الظروف، مشددًا على التزام بلاده بمساعدة لبنان لتجاوز المرحلة الراهنة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس اللبناني جوزيف عون، حيث أشار ماكرون إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان يمثل نهاية لفترة من العنف، داعيًا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب الكامل من الجنوب اللبناني. كما أكد أن دعم فرنسا للبنان سيظل ثابتًا من أجل استعادة الأمن والاستقرار.
زيارة رسمية لتعزيز العلاقات ودعم الإصلاحات
وصل ماكرون إلى بيروت، صباح الجمعة، في زيارة رسمية تهدف إلى تأكيد التزام فرنسا بدعم سيادة لبنان ووحدته وكان في استقباله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وفق ما أعلنه التلفزيون اللبناني.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن الزيارة تأتي لتهنئة الرئيس اللبناني جوزيف عون على انتخابه بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، إلى جانب تهنئة رئيس الحكومة المكلف نواف سلام. وترى باريس أن هذه المرحلة تشكل 'لحظة تاريخية' للبنان، وتتطلب حكومة قوية قادرة على تنفيذ الإصلاحات الضرورية لتعافي البلاد.
أهداف الزيارة: الأمن، الإصلاحات، والمساعدات الإنسانية
تركز الزيارة على عدة ملفات أساسية:
تعزيز القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي لمواجهة التحديات الأمنية.
التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، الذي تم الإعلان عنه في نوفمبر الماضي.
بحث جهود إعادة الإعمار، خاصة بعد مؤتمر الدعم الدولي للبنان في أكتوبر الماضي.
مناقشة التحديات الاقتصادية والإنسانية، وسبل دعم لبنان عبر الصندوق الائتماني.
برنامج الزيارة: لقاءات مكثفة مع القادة اللبنانيين
وتتضمن زيارة ماكرون، التي تستمر ليوم واحد، عدة لقاءات رئيسية اجتماع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ولقاء مع رئيس أركان قوة اليونيفيل لمتابعة آلية الإشراف على وقف إطلاق النار ولقاء مع متطوعين من الصليب الأحمر اللبناني.
اجتماع مع الرئيس اللبناني جوزيف عون في القصر الجمهوري ببعبدا، إلى جانب محادثات مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام حول التحديات السياسية والاقتصادية.
فرنسا تؤكد التزامها التاريخي تجاه لبنان
يشارك في الزيارة جان إيف لودريان، المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، الذي يقود منذ يونيو 2023 جهود تسهيل الحوار بين القوى السياسية اللبنانية.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن هذه الزيارة تأتي استمرارًا للتحركات الفرنسية لدعم لبنان، على غرار زيارات ماكرون السابقة في أغسطس وسبتمبر 2020، وتؤكد أن فرنسا ستظل شريكًا وصديقًا تاريخيًا للبنان، ملتزمة بدعمه في مسيرته نحو الاستقرار والإصلاحات.