تواصل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي تحركاتها في الجنوب السوري، حيث توغلت مجدداً، ليل الجمعة - السبت، في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي. وأفادت شبكة "درعا 24" الإخبارية المحلية بأن قوة من جيش الاحتلال، مؤلفة من آليات وعربات، توغلت في الأطراف الشمالية لقرية معرية في منطقة حوض اليرموك.
ولفتت الشبكة إلى أن قوات جيش الاحتلال المتمركزة في ثكنة الجزيرة العسكرية على أطراف القرية، أطلقت قنابل مضيئة في سماء المنطقة. جاء ذلك تزامناً مع تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي في أجواء حوض اليرموك وعدة بلدات أخرى في درعا والقنيطرة، واستمر التحليق لأكثر من ساعة. وشنّت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الجمعة، سلسلة غارات استهدفت مواقع عسكرية في منطقة تدمر بريف حمص الشرقي، وسط البلاد.
وأفادت مصادر إعلامية بأن الطائرات الإسرائيلية نفذت جولتين من الغارات العنيفة، مساء أمس الجمعة، استهدفتا برج مراقبة، وكتيبة صواريخ، ومستودع أسلحة داخل مطار التيفور (تي-4) العسكري في بادية تدمر، بالإضافة إلى منطقة البساتين ومحطة استراحة في محيط المدينة. وأشارت المصادر إلى أن النقاط المستهدفة كانت تابعة للميليشيات الإيرانية قبل سقوط نظام الأسد في 8 تشرين الأول 2024. وبحسب المصدر، أسفرت الغارات عن إصابة عنصرين من وزارة الدفاع السورية، وحدوث أضرار مادية في المناطق المستهدفة.
وخلال الأسابيع الماضية، تصاعدت وتيرة الهجمات الإسرائيلية في سوريا، حيث شنت طائرات الاحتلال غارات على عدة مواقع، بالتزامن مع استمرار التوغلات البرية في ريفي درعا مع احتلال اسرائيل لاراضي في درعا لاول مرة منذ 50 عام بالاضافة للقنيطرة. وعقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، عمد الاحتلال الإسرائيلي إلى احتلال المنطقة العازلة في القنيطرة، واستكمل سيطرته على قمة جبل الشيخ، كما وسّع نطاق توغلاته في المحافظة، مكثفاً قصفه لمئات المواقع العسكرية بهدف تدمير البنية التحتية للجيش السوري. بالتوازي مع ذلك، تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي على إنشاء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ إلى حوض اليرموك، حيث يتم تجهيز هذه المواقع بالبنية التحتية، بما في ذلك الكهرباء والمرافق السكنية لعناصرها، إلى جانب شق طرق تصل إلى الحدود السورية.
تحليل وتعليق:
تصعيد إسرائيلي ممنهج:
يُظهر هذا التقرير استمرار التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، وتوسيع نطاق العمليات العسكرية ليشمل مناطق جديدة.
تُشير التوغلات البرية والغارات الجوية المتزامنة إلى استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تحقيق أهداف متعددة، منها:
مراقبة الحدود ومنع أي تحركات معادية.
استهداف المواقع العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية.
تدمير البنية التحتية للجيش السوري.
الاستهداف الإيراني:
يُؤكد استهداف المواقع التابعة للميليشيات الإيرانية في تدمر على تركيز إسرائيل على منع ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا.
تُعدّ هذه الضربات رسالة واضحة لإيران وحلفائها بأن إسرائيل لن تسمح بتحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية إيرانية.
تداعيات إقليمية:
يُثير التصعيد الإسرائيلي في سوريا مخاوف من تصاعد التوتر في المنطقة، وزيادة احتمال اندلاع صراع أوسع.
إن إنشاء قواعد عسكرية جديدة من قبل إسرائيل على طول الحدود السورية، وتجهيز هذه المواقع بالبنية التحتية، يشير إلى تخطيط إسرائيلي طويل الأمد في تلك المنطقة.
الوضع السوري:
إن استغلال إسرائيل للوضع السوري المضطرب، يظهر مدى تعقيد المشهد السوري.
إن ضعف الحكومة السورية، يسمح لتلك العمليات بالتوسع والتصعيد.