ads

وثائق سرية : الأسد أمر باختطاف الصحفي الأمريكي أوستن تايس و صوره في قبضة جهاديين زائفين

بشار الأسد
بشار الأسد

في تطور جديد يلقي الضوء على مصير الصحفي الأمريكي أوستن تايس، المختفي في سوريا منذ أكثر من 12 عامًا، كشف تقرير استقصائي جديد لهيئة الإذاعة البريطانية 'بي بي سي' عن وثائق استخباراتية سورية سرية للغاية تؤكد احتجازه داخل أحد سجون نظام الأسد. هذه الوثائق تتناقض بشكل مباشر مع النفي السابق للنظام لأي علاقة باختفائه، وتعمق الغموض حول مكان تايس بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

أدلة ملموسة على الاحتجاز

تعتبر الوثائق التي تم الوصول إليها، ضمن تحقيق استمر لأكثر من عام، أول دليل رسمي ملموس على أن نظام بشار الأسد كان يحتجز تايس في عام 2012، بعد أشهر فقط من دخوله الأراضي السورية لتغطية الحرب الأهلية كصحفي مستقل.

وبحسب الوثائق، فإن تايس كان محتجزًا في 'سجن الطاحونة' بالعاصمة دمشق، وهو أحد أشهر مراكز الاعتقال التابعة للاستخبارات العسكرية. تضم الملفات رسائل ومراسلات بين فروع أمنية سورية مختلفة، وتشير إلى أن تايس خضع للاستجواب مرتين على الأقل بين عامي 2012 و2013. كما تلقى علاجًا طبيًا لمشاكل صحية في المعدة وعدوى فيروسية، وفقًا لتحاليل دم مرفقة في الملفات.

شهادة ضابط سوري سابق

في شهادة مثيرة، أكد ضابط كبير سابق في الاستخبارات السورية للـ'بي بي سي' أن تايس كان محتجزًا في دمشق من قِبل مجموعة شبه عسكرية تُدعى 'قوات الدفاع الوطني'، وهي تشكيل موالٍ للنظام، وغالبًا ما استخدمه الأسد في العمليات الأمنية والاعتقالات. وقال مصدر من داخل هذه القوات إن “قيمة أوستن كانت مفهومة منذ البداية، وكان يُنظر إليه كـ ‘ورقة تفاوض’ محتملة مع واشنطن”.

من جندي إلى رهينة: قصة أوستن تايس

أوستن تايس، المولود في أغسطس 1981، كان ضابطًا سابقًا في سلاح البحرية الأمريكية، وخدم في العراق وأفغانستان، قبل أن يتجه إلى دراسة القانون في جامعة جورج تاون. في عام 2012، دخل سوريا بصفته صحفيًا حرًا لتغطية أحداث الحرب.

في أغسطس 2012، اختفى في منطقة داريا القريبة من دمشق. وبعد سبعة أسابيع، ظهر في مقطع فيديو مثير للجدل، معصوب العينين ومقيّد اليدين، ومجبراً على تلاوة إعلان إسلامه. صنّف محللون هذا المشهد بأنه 'مُعدّ مسبقًا' لتضليل الرأي العام وإيهام العالم بأنه اختُطف من قبل جماعة جهادية.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن اختفائه، وظل مصيره مجهولًا طوال سنوات. وحتى عندما نفت حكومة الأسد رسميًا احتجازه، كانت الحكومة الأمريكية تؤكد اعتقادها بأنه محتجز من قِبل النظام.

سقوط النظام يكشف المستور... والغموض يتزايد

عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر 2024، قالت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إنها تعتقد أن تايس ما زال حيًا. كما صرحت والدته، ديبرا تايس، أن “مصدرًا موثوقًا” أكد لها أن ابنها لا يزال يتلقى معاملة جيدة.

ورغم ذلك، لم يظهر أي أثر له بعد إخلاء السجون التي كانت تديرها أجهزة النظام. هذا يثير تساؤلات جديدة عن مصيره بعد عام 2013، والعوامل التي ربما تكون قد أثرت على مكان احتجازه أو حالته بعد هذا التاريخ. التقرير الجديد يقدم أدلة دامغة على تورط النظام السابق في احتجازه، لكنه يترك الباب مفتوحًا أمام البحث عن مصيره الحالي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً