تُعدّ الكعبة المشرفة قبلة المسلمين ورمزًا لوحدتهم، وتحظى بعناية فائقة تتجلى في أعمال الترميم والصيانة المستمرة، وتجديد كسوتها الشريفة سنويًا. ومن أبرز المظاهر المرتبطة بتجهيزات موسم الحج هو رفع كسوة الكعبة، وهي عملية سنوية لها أسباب تاريخية ووقائية مهمة، بالإضافة إلى كونها تتطلب جهودًا ضخمة.
أسباب رفع كسوة الكعبة المشرفة
يُعتبر رفع كسوة الكعبة عملًا ذا أبعاد تاريخية ووقائية، ويُمكن تلخيص أسباب هذه العملية فيما يلي:
إعلان اقتراب موسم الحج: في العصور القديمة، كان رفع الكسوة بمثابة إشارة ودلالة على قرب حلول موسم الحج، وإيذانًا بدخول وقت شعيرة الحج واستقبال ضيوف الرحمن. وقد استمرت هذه العادة كجزء من التقاليد المرتبطة بتجهيزات الحج.
حماية الكسوة من التلف والتمزق: تُرفع الكسوة بارتفاع 3 أمتار تقريبًا قبل موسم الحج مباشرة، وتحديدًا في منتصف شهر ذي القعدة. يهدف هذا الإجراء إلى حماية الكسوة الثمينة من التلف أو التمزق نتيجة للزحام الشديد الذي تشهده المنطقة حول الكعبة المشرفة خلال أوقات الذروة في الحج والعمرة.
منع العبث وسرقة الأجزاء: يسعى البعض من الحجاج أو المعتمرين أحيانًا إلى قطع أجزاء من ثوب الكعبة للحصول على قطع منها بقصد التبرك أو الاحتفاظ بها كذكرى. يقلل رفع الكسوة من هذه الظاهرة ويحميها من محاولات العبث بها.
تكلفة كسوة الكعبة المشرفة وعملية تصنيعها
تُعد كسوة الكعبة تحفة فنية وإسلامية، وتتجاوز قيمتها 25 مليون ريال سعودي. تُصنع هذه الكسوة من أجود أنواع المواد الخام وتتطلب عملية تصنيع دقيقة ومتقنة تستغرق حوالي 10 أشهر لإنجازها.
المواد الأساسية المستخدمة والتفاصيل التقريبية للتكلفة تشمل:
الحرير الطبيعي: يُستخدم حوالي 670 كيلوجرامًا من الحرير الطبيعي النقي.
الذهب الخالص عيار 24: يدخل في تزيين الكسوة ما يقارب 120 كيلوجرامًا من الذهب الخالص عيار 24.
الفضة: تُستخدم حوالي 100 كيلوجرام من الفضة لتطريز وزخرفة الكسوة.
تتم عملية تصنيع الكسوة والإشراف على رفعها بواسطة مجموعة من الكوادر الوطنية الفنية المتخصصة التي تعمل وفق أعلى المعايير وباستخدام أحدث الأجهزة والآليات، تحت إشراف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، مما يعكس الاهتمام الكبير والرعاية المستمرة التي توليها المملكة العربية السعودية للكعبة المشرفة وخدمة الحرمين الشريفين.