ads

الحرس الثوري الإيراني إلى زوال أو معركة وجودية مع إسرائيل : التاريخ الهيكل والتسليح

الحرس الثوري الإيراني
الحرس الثوري الإيراني

تعرض الحرس الثوري الإيراني لضربة قوية فجر اليوم من إسرائيل ، بما يجعل الحرس الثوري الإيراني بين خيار صعب هو أن يدخل في معركة وجودية ضد إسرائيل أو أن يتفكك، والحرس الثوري الإسلامي الإيراني هو قوة عسكرية وسياسية واقتصادية مؤثرة للغاية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. تأسس في أعقاب الثورة الإيرانية عام 1979 لحماية نظام الملالي وضمان بقاء الثورة، وقد تطور ليصبح كياناً عسكرياً واقتصادياً عملاقاً له تأثير واسع داخل إيران وخارجها. و يعتبر الحرس الثوري الإيراني قوة معقدة ومتعددة الأوجه، فهو ليس مجرد جيش، بل هو مؤسسة أيديولوجية، اقتصادية، وسياسية عميقة الجذور في بنية الجمهورية الإسلامية الإيرانية. قدراته العسكرية المتطورة، خاصة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة، ودوره الإقليمي من خلال قوة القدس، يجعله لاعباً رئيسياً في الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط.

1. التاريخ والتأسيس:

1979: التأسيس بعد الثورة: بعد سقوط الشاه محمد رضا بهلوي ونجاح الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الخميني، ظهرت الحاجة إلى قوة مسلحة موازية للجيش النظامي (ارتش) الذي كان يُنظر إليه على أنه موالٍ للنظام السابق. في 5 مايو 1979، أصدر الإمام الخميني مرسوماً بتأسيس الحرس الثوري بهدف حماية المبادئ الإسلامية للثورة ومنع أي محاولات انقلاب أو تمرد داخلي.

الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988): لعبت هذه الحرب دوراً محورياً في صقل وتطوير الحرس الثوري. خلال سنوات الحرب الطويلة، توسع الحرس بشكل كبير، واكتسب خبرة قتالية واسعة، وأصبح العمود الفقري للدفاع الإيراني. كما شهدت هذه الفترة ولادة هياكل فرعية مهمة داخل الحرس، مثل قوة الباسيج (قوات التعبئة الشعبية) وقوة القدس (القوات الخاصة للعمليات الخارجية).

بعد الحرب: بعد انتهاء الحرب، لم يتم حل الحرس الثوري، بل استمر في النمو والتوسع، متخذاً أدواراً جديدة تتجاوز المهام العسكرية لتشمل الجوانب الاقتصادية والسياسية والأيديولوجية.

2. الهيكل التنظيمي:

يتميز الحرس الثوري بهيكل معقد ومتنوع، يضم عدة أفرع ووحدات متخصصة:

القوات البرية للحرس الثوري (IRGC Ground Forces): هي القوة البرية الأساسية للحرس، وتضم وحدات مشاة، مدرعات، مدفعية، وقوات خاصة. تركز على الدفاع عن الحدود والأمن الداخلي.

القوة البحرية للحرس الثوري (IRGC Navy): مسؤولة عن حماية المصالح الإيرانية في الخليج العربي ومضيق هرمز. تمتلك أسطولاً من الزوارق السريعة، الغواصات الصغيرة، والصواريخ المضادة للسفن. تُعرف بتكتيكاتها غير المتكافئة.

القوة الجوفضائية للحرس الثوري (IRGC Aerospace Force): من أهم أفرع الحرس. مسؤولة عن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، الدفاع الجوي، والطائرات المسيرة (الدرونز). تلعب دوراً حاسماً في الردع الاستراتيجي.

قوة الباسيج (Basij Resistance Force): هي قوة شبه عسكرية ضخمة تعتمد على المتطوعين، تابعة للحرس الثوري. يبلغ عدد أعضائها الملايين، وتُستخدم لدعم الأمن الداخلي، قمع الاحتجاجات، نشر الأيديولوجية الثورية، وتوفير الدعم للقوات النظامية في أوقات الحرب.

قوة القدس (Quds Force): هي وحدة النخبة السرية والمسؤولة عن العمليات الخارجية للحرس الثوري. تُشرف على دعم وتمويل وتدريب المجموعات الشيعية المسلحة والحركات الحليفة لإيران في المنطقة (مثل حزب الله في لبنان، الميليشيات العراقية، الحوثيين في اليمن). تُعد الذراع الإيرانية لتوسيع نفوذها الإقليمي.

3. التسليح والقدرات العسكرية:

على الرغم من العقوبات الدولية، طورت إيران قدرات عسكرية كبيرة تعتمد بشكل كبير على الإنتاج المحلي والهندسة العكسية.

الصواريخ الباليستية: تُعد القوة الجوفضائية للحرس الثوري هي الجهة الرئيسية المسؤولة عن ترسانة إيران الضخمة من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، وبعض الصواريخ طويلة المدى المحتملة. تشمل هذه الصواريخ:

شهاب: عائلة صواريخ باليستية (شهاب-1، شهاب-2، شهاب-3).

قيام: صواريخ باليستية تعمل بالوقود السائل.

عماد، قدر، خرمشهر، سجّيل: صواريخ ذات مدى أطول وقدرات متقدمة.

ذوالفقار، دزفول: صواريخ باليستية دقيقة.

فاتح-110: صواريخ باليستية تكتيكية دقيقة.

تركز إيران على تطوير قدرات الدقة والمناورة للصواريخ، وكذلك على الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب لسهولة الإطلاق.

الطائرات المسيرة (الدرونز): أصبحت إيران قوة رائدة في تطوير وإنتاج الطائرات المسيرة الهجومية والاستطلاعية. تُستخدم هذه الطائرات لجمع المعلومات، شن الهجمات، ودعم الحلفاء الإقليميين. من أبرز الأنواع:

شاهد-136: طائرات مسيرة انتحارية تستخدم على نطاق واسع.

شاهد-129، مهاجر-6: طائرات مسيرة للاستطلاع والقتال (UCAV).

صماد: طائرات مسيرة بعيدة المدى.

القوات البحرية:

زوارق سريعة هجومية: تستخدم أسراباً من الزوارق السريعة المسلحة بالصواريخ والرشاشات لتنفيذ هجمات غير متكافئة.

غواصات صغيرة: تُعرف باسم "غدير" و "فاتح"، مصممة للعمل في المياه الضحلة بالخليج العربي.

ألغام بحرية: تمتلك إيران قدرة كبيرة على زرع الألغام البحرية في الممرات المائية الحساسة.

صواريخ كروز مضادة للسفن: مثل "نور" و "قادر" و "نصر".

القوات البرية:

دبابات وناقلات جند مدرعة: مزيج من الدبابات القديمة (مثل T-72) والدبابات المطورة محلياً مثل "كرار".

المدفعية وراجمات الصواريخ: مجموعة واسعة من أنظمة المدفعية المقطورة والذاتية الدفع.

الأسلحة الخفيفة ومضادات الدبابات: بما في ذلك الصواريخ الموجهة المضادة للدروع.

الدفاع الجوي:

تمتلك إيران شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات تتضمن أنظمة روسية الصنع (مثل S-300) وأنظمة مطورة محلياً (مثل "باور 373"، "خرداد 15"، "مرصاد").

4. الدور الاقتصادي والسياسي:

يتجاوز تأثير الحرس الثوري الدور العسكري ليشمل سيطرة كبيرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني من خلال شبكة واسعة من الشركات والكيانات التابعة له، مما يمنحه نفوذاً سياسياً كبيراً داخل الدولة. كما أنه يُنظر إليه على أنه الحامي الرئيسي للأيديولوجية الثورية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً