قررت حكومة الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، المخاطرة بالتوصل إلى حل عسكري لإنهاء سعي إيران المستمر لامتلاك أسلحة نووية، وذلك وفقًا لما أكده كينيث بولاك، نائب رئيس معهد الشرق الأوسط للسياسات والمحلل العسكري السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لشؤون الخليج العربي.
وفي مقال نشرته مجلة 'فورين أفيرز'، حذر بولاك من أن هذه العملية، رغم قدرتها على إلحاق ضرر بالغ بالبرنامج النووي الإيراني نظرًا للقدرات العسكرية الهائلة لإسرائيل، قد تفتح الباب أمام تداعيات خطيرة وغير متوقعة. وأشار إلى أن 'الخطر يكمن في أن إسرائيل فتحت بابًا مفتوحًا على مصراعيه: قد يكون أسوأ رد إيراني هو الأكثر احتمالًا، وهو قرار بالانسحاب من التزاماتها المتعلقة بالحد من التسلح وبناء أسلحة نووية بجدية.'
التحدي الحقيقي: احتواء إيران نووية
وأوضح بولاك أن التحدي الحقيقي على المدى الطويل سيتمثل في احتواء هذه المشاعر من جانب كل من إسرائيل والولايات المتحدة. فإذا فشل الطرفان، قد تؤدي هذه المقامرة الإسرائيلية إلى تسليح إيران نوويًا بدلاً من منعه.
خيارات الرد الإيراني محدودة ولكن محتملة
وعلى الرغم من أن الوقت لا يزال مبكرًا لتحديد مدى القتال أو حجم الضرر، يرى بولاك أن إيران تواجه قيودًا كبيرة في قدرتها على الرد أو إنهاء الحملة الإسرائيلية. وتشمل أبرز هذه القيود:
المسافة والدفاعات الإسرائيلية: بسبب المسافة الجغرافية الكبيرة والدفاعات الإسرائيلية القوية، تفتقر طهران إلى القدرة على استخدام قوتها الجوية أو شن هجوم بري ضد إسرائيل، مما يجعل أي محاولة انتحارية.
قوات الصواريخ والطائرات المسيرة: من المرجح أن يتركز أي رد عسكري إيراني مباشر على قوات الصواريخ والطائرات المسيرة، والتي أثبتت محدودية فعاليتها ضد الدفاعات الإسرائيلية في محاولات سابقة للانتقام في أبريل وأكتوبر من العام الماضي.
ومع ذلك، أشار بولاك إلى أن القيادة الإيرانية قد تكون قد تعلمت من هذه الإخفاقات وعملت بجد على تحسين قدراتها الصاروخية والطائرات المسيرة في الأشهر الماضية، مع تقارير تفيد بتلقيها مساعدة من روسيا. مما قد يجعلهم يعتقدون أنهم قادرون على تقديم أداء أفضل. وبالتالي، فإن الرد باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة لا يزال احتمالًا واردًا جدًا، سواء كان ذلك في دفعة واحدة كبيرة أو هجمات متعددة أصغر أو متواصلة.
ورغم ذلك، يعتقد بولاك أنه من غير المرجح أن يكون لهجوم صاروخي أو مسير آخر تأثير كبير على إسرائيل، نظرًا لدفاعاتها الصاروخية القوية، والملاذات المحمية لسكانها، وصغر حجم حمولات وعدد الذخائر الإيرانية.
الهجمات السيبرانية: خيار آخر محتمل
لم يستبعد بولاك خيار الهجمات السيبرانية، مشيرًا إلى أن إيران عملت بجد على تطوير قدراتها في هذا المجال في السنوات الأخيرة، وشنّت هجمات قوية، بما في ذلك ضد إسرائيل. وأفاد بأن إيران بدأت في صيف عام 2023 بقطع الكهرباء عن المستشفيات الإسرائيلية، واستمر ذلك حتى بدأت إسرائيل بإغلاق عدد أكبر بكثير من محطات الوقود الإيرانية.
وأوضح أن هذا الخيار يثير الشكوك لدى الجانبين، حيث لا يزال حجم الأسلحة السيبرانية التي تخفيها إيران أو نقاط الضعف التي اكتشفتها في البنية التحتية الإسرائيلية غير واضح. والأمر سيان بالنسبة لإسرائيل تجاه إيران. ومع ذلك، تميل إسرائيل إلى التفوق على إيران في المجال السيبراني، والشعب الإيراني أكثر عرضة للثورة من الشعب الإسرائيلي، مما قد يزيد من حذر إيران في استخدام هذا الخيار.