ads
ads

الدروز خنجر إسرائيل في قلب الشام : يعبدون الحاكم بأمر الله ونبيهم شعيب

الدروز
الدروز

تتمتع الطائفة الدرزية، وهي إثنية دينية عربية تدين بمذهب التوحيد، باعتراف رسمي في عدة دول بالشرق الأوسط، مع امتلاكها أنظمة محاكم دينية خاصة بها. يُعرف الدروز بولائهم للدول التي يقيمون فيها، ويحافظون في الوقت نفسه على شعور قوي بالوحدة المجتمعية يربطهم عبر الحدود وهم في نفس الوقت حليف تاريخي لإسرائيل ويقاتلون في صفوف الجيش الإسرائيلي ويعتبرون من أقسى طوائف المجندين الاسرائيليين ضد الفلسطينيين ويوصفون بأنهم خنجر إسرائيل في قلب الشام .

الاعتراف الرسمي والهوية الدينية

يُعامل الدروز في سوريا ولبنان كمذهب إسلامي، على الرغم من وجود أحكام مذهبية خاصة بهم تميزهم عن باقي الطوائف الإسلامية. يشير عدد من الباحثين إلى أن هذا التصنيف قد يكون لدوافع سياسية وديموغجرافية، بهدف دمج هذه الأقلية تحت مظلة العروبة والحفاظ على التوازن الطائفي في لبنان.

في المقابل، اعترفت الحكومة الإسرائيلية بالدروز رسميًا كمجتمع ديني منفصل عام 1957، بناءً على طلب المشايخ الدروز في إسرائيل. يتمتع الدروز في إسرائيل بكيان ديني مستقل ومحاكم روحية خاصة بهم لشؤون الأحوال الشخصية مثل الزواج والطلاق والحضانة والتبني. لا يعتبر الدروز الإسرائيليون مذهب التوحيد جزءًا من الإسلام، بل يرونه ديانة مستقلة بذاتها ذات تعاليم باطنية، تعود جذورها إلى الإسماعيلية والدولة الفاطمية بالقرن العاشر.ويعتبرون أن الحاكم بأمر الله هو الإله الذي يعبدونه

يُقدر عدد الدروز في سوريا بنحو 700,000 نسمة اعتبارًا من عام 2010، يتركز معظمهم في جبل الدروز (محافظة السويداء)، حيث يشكلون حوالي 90% من السكان. كما توجد تجمعات درزية بارزة في جبال حارم، وضاحية جرمانا بدمشق، وعلى المنحدرات الجنوبية الشرقية لجبل الشيخ. شهدت مرتفعات الجولان، التي كانت تضم تجمعات درزية كبيرة، نزوحًا بعد الحروب مع إسرائيل، حيث فضل معظم الدروز الذين بقوا الاحتفاظ بجنسيتهم وهويتهم السورية.

في إسرائيل، يشكل الدروز أقلية دينية بأعداد تتجاوز 140,000 نسمة بحلول نهاية عام 2014، ويتركز معظمهم في شمال البلاد. يقيم الدروز في 19 بلدة وقرية تقع جميعها على رؤوس الجبال في شمال فلسطين التاريخية. في الجولان الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية، يتوزع الدروز بين بقعاثا، وعين قنية، ومجدل شمس، ومسعدة. تشير دراسات إلى أن 71% من الدروز في إسرائيل يعتبرون أنفسهم عربًا من الناحية العرقية، بينما يميل بعضهم إلى التشديد على الهوية الدرزية أو الإسرائيلية.

المعتقدات والممارسات الدينية

يقدّس الدروز النبي شعيب، الذي يعتبرونه المؤسس الروحي والنبي الرئيسي في مذهب التوحيد. يستند المذهب التوحيدي على تعاليم حمزة بن علي بن أحمد والخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، بالإضافة إلى فلاسفة يونانيين قدماء مثل أفلاطون وأرسطو. يُعتبر 'رسائل الحكمة' النص الأساسي لإيمان ومعتقدات الموحدين الدروز.

يؤمن الدروز بالظهور الإلهي والتناسخ (التقمص)، وهو مبدأ أساسي لديهم يعني عودة الروح إلى الحياة في جسد آخر فور وفاة المرء. يؤمن الموحدون الدروز بظهور سبعة أنبياء في فترات مختلفة من التاريخ: آدم، نوح، إبراهيم، موسى، يسوع، محمد، ومحمد بن إسماعيل.

يُعرف الدروز بانغلاقهم على أنفسهم وتماسكهم الاجتماعي والثقافي، وهو ما يعود جزئيًا إلى حملات الاضطهاد التاريخية التي دفعتهم للسكن في المناطق الجبلية. تُعرف أماكن العبادة لديهم بـ 'الخلوات'، حيث تُتلى عليهم النصوص المقدسة، ولا يُسمح للـ 'جهال' (غير المتعمقين في الروحانيات) بحضورها إلا في عيد الأضحى، الذي يعد أهم عطلة لهم وتختلف شعائره عن تلك السائدة لدى معظم المسلمين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً