ads
ads

تصعيد السويداء: "مجلس سوريا الديمقراطية" يحذر من "انفجار داخلي" ويدعو لمؤتمر وطني ( تحليل )

اشتباكات مسلحة في محافظة السويداء
اشتباكات مسلحة في محافظة السويداء

في ظل التوترات المتصاعدة في محافظة السويداء، أصدر مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، الجناح السياسي للإدارة الذاتية الكردية، بياناً اليوم (الثلاثاء) حذر فيه من أن "التصاعد غير المسبوق لأحداث السويداء يهدد بانزلاق البلاد نحو أزمات أعمق وينذر بانفجار داخلي". يعكس هذا البيان قلقاً متزايداً من تدهور الأوضاع في المنطقة، واحتمال تأثيرها على الاستقرار السوري ككل.

لمواجهة هذا التدهور، دعا مجلس سوريا الديمقراطية بشكل عاجل إلى إقامة مؤتمر وطني جامع بهدف صياغة مشروع سياسي جديد يقوم على العدالة الانتقالية، واعتماد نظام ديمقراطي لا مركزي تعددي. هذه الدعوة تؤكد رؤية "مسد" بضرورة إيجاد حلول جذرية للأزمة السورية من خلال حوار وطني شامل يضمن تمثيل جميع المكونات.

"السويداء ليست حدثاً معزولاً": انهيار عام وتهميش

أوضح البيان أن ما تشهده السويداء اليوم "ليس حدثاً معزولاً، بل هو تجسيد مباشر لحالة الانهيار العام التي تضرب البنية السياسية والمؤسساتية في البلاد". وعزا المجلس هذا الانهيار إلى "عقود من الإقصاء والاستبداد وتهميش المكونات الوطنية، وعدم التزام السلطات المركزية بمسؤولياتها تجاه إدارة التنوع وضمان السلم الأهلي". هذا التحليل يشير إلى أن الأزمة في السويداء هي عرض لمرض أعمق يضرب بنية الدولة السورية، وهو ما يتطلب حلولاً شاملة لا مجرد معالجة للأعراض.

إدانة العنف وتحذير من النزاعات الطائفية

عبر "مسد" عن إدانته لجميع أشكال العنف والاشتباكات المسلحة والانفلات الأمني التي تهدد السلم الأهلي في السويداء وغيرها من المناطق السورية. كما حذر البيان من مخاطر الانزلاق إلى نزاعات داخلية ذات طابع طائفي أو مناطقي أو أهلي، لما تحمله من "تهديدات وجودية لكيان الدولة السورية ومجتمعها المتعدد، ومن تداعيات كارثية على مستقبل التعايش والسلم المجتمعي". هذا التحذير يعكس إدراكاً لخطورة استغلال التوترات لتغذية صراعات داخلية قد تقوض وحدة سوريا وتنوعها.

طالب البيان أيضاً "بوقف كل أشكال خطاب الكراهية والتحريض الإعلامي والسياسي، لما له من دور خطير في إثارة الفتن وتأجيج الانقسامات، وتهديد مباشر للسلم الأهلي والتعايش المشترك". وأكد أن بناء الثقة الوطنية "يبدأ من مسؤولية الكلمة والمنبر، واحترام التنوع والاختلاف بعيداً عن التحريض أو التخوين". هذه الدعوة تسلط الضوء على الدور المحوري للإعلام والخطاب السياسي في تشكيل الرأي العام وتأجيج الصراعات أو تهدئتها، وتؤكد على ضرورة تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً