كشفت مصادر في وزارة الخارجية الأميركية عن استمرار الدعم الأميركي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني، وتواصلها المباشر مع محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، مشيدة بالإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها. يأتي هذا الدعم في ظل تأكيد واشنطن على أن توقف عملية "الفارس الخشن" العسكرية ضد الحوثيين لم يكتمل بعد.
دعم اقتصادي مستمر وعقوبات مشددة
أكدت المصادر، في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط"، أن واشنطن تدعم بقوة جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في خطواتهما لإصلاح الاقتصاد واستقرار العملة الوطنية. كما أبدت إشادتها بإجراءات محافظ البنك المركزي اليمني، أحمد غالب المعبقي، التي وصفتها بأنها "تُجرد الحوثيين من أدوات قوتهم الاقتصادية".
وشددت المصادر على أن الإدارة الأميركية عازمة على تكثيف العقوبات ضد الحوثيين، وإدراج أسماء وكيانات جديدة في قوائمها، بهدف فضح أنشطتهم الإرهابية أمام الرأي العام العالمي. كما أشارت إلى أن واشنطن ستعمل على تشديد عمليات تفتيش السفن المتجهة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين لضبط شحنات الأسلحة المهربة.
"الفارس الخشن" تتوقف.. لكن التنسيق العسكري مستمر
تطرقت المصادر إلى توقف الحملة العسكرية الأميركية "الفارس الخشن"، والتي كانت تستهدف تقليص قدرات الحوثيين وتأمين الملاحة في البحر الأحمر. وأوضحت أن توقف العملية جاء بعدما أبدى الحوثيون استعدادًا لوقف هجماتهم على السفن، وهو ما حال دون استكمال خطة برية ضد الجماعة.
وفي سياق متصل، نفت المصادر وجود أي مفاوضات مباشرة مع الحوثيين، مؤكدة أن التفاهم لوقف التصعيد تم عبر وساطات إقليمية. كما نفت وجود أي تنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الضربات الجوية على مواقع الحوثيين.
ورغم توقف العملية، أكدت المصادر أن التنسيق العسكري مع اليمن مستمر، وأن اجتماعات سابقة عُقدت بين رئيس هيئة الأركان اليمنية، الفريق صغير بن عزيز، وقائد القيادة المركزية الأميركية، الجنرال مايكل كوريلا، شهدت إعجاب الجانب الأميركي بقدرات وشجاعة القوات اليمنية.
تحميل الحوثيين مسؤولية الخسائر المدنية
حمّلت المصادر الأميركية الجماعة الحوثية مسؤولية أي خسائر مدنية ناتجة عن الضربات الأميركية، مشيرة إلى أن سلاح الجو الأميركي نفذ أكثر من ألف غارة على مواقع يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية. وأقرت المصادر بوقوع ضحايا مدنيين في حادثتين فقط، مؤكدة أن الحوثيين يتحملون المسؤولية الكاملة لاستخدامهم منشآت مدنية لأهداف عسكرية.
وفي ختام تصريحاتها، أوضحت المصادر أن المبعوث الأميركي السابق إلى اليمن، تيم ليندركينغ، ما يزال يعمل على الملف اليمني بصفة "مستشار رفيع المستوى"، مما يؤكد استمرار اهتمام واشنطن باليمن عبر القنوات الدبلوماسية المختلفة.