ads
ads

تسجيل صوتي يكشف أسرار 7 أكتوبر ويضع نتنياهو تحت النار الأحد،

نتنياهو
نتنياهو
كتب : وكالات

أثارت تسجيلات صوتية نُشرت مؤخراً لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، أهارون حاليفا، صدمة في الرأي العام الإسرائيلي، بعدما تحدث ولأول مرة عن أحداث 7 أكتوبر، محملاً نفسه جزءاً من المسؤولية، وموجهاً أصابع الاتهام بشكل مباشر إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

أزمة في بنية الدولة الإسرائيلية

التسجيلات التي بثتها القناة 12 عبر برنامج "استوديو الجمعة" سلطت الضوء على أزمة عميقة في بنية الدولة الإسرائيلية، بدءاً من خلل استخباراتي مؤسسي، وصولاً إلى انعدام المحاسبة على أعلى المستويات، وفقًا لـ " روسيا اليوم".

أوضحت صحيفة "معاريف" العبرية في تقرير للصحفية ميكي ليفين، أن التسجيلات لم تكشف معلومات جديدة، لكنها أكدت من خلال صوت من كان في صلب الحدث، أن ما جرى في 7 أكتوبر هو نتيجة فشل مؤسسي عميق ناتج عن مفاهيم استخباراتية خاطئة ومتجذرة.

وحملت ليفين المسؤولية الأولى عن هذه الكارثة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن جميع الجهات الرسمية رفضت مراجعة هذا "المفهوم"، رغم الإشارات المتكررة إلى احتمالية انهياره.

أسئلة حول التسريب والدوافع الخفية

وأثار نشر التسجيلات تساؤلات مقلقة حول طريقة تسريبها، وهل كان حاليفا يعلم أنه يتم تسجيله بغرض النشر؟ أم أن الأمر تم دون علمه؟ التقرير أشار إلى أن الجواب غير واضح، لكنه يسلط الضوء على أجواء الشك والتناحر داخل المؤسسة الأمنية والسياسية.

ولفتت ليفين إلى أن خلفية حاليفا الشخصية قد تكون جزءاً من المشهد، حيث إنه الزوج السابق لشيرا مارجاليت، زوجة إيلان شيلوح، أحد أبرز قادة الحراك الاحتجاجي ضد نتنياهو.

تفكيك أسطورة "الجيش الأفضل"

أكد حاليفا في التسجيلات أن المفهوم السائد داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية، الذي يفترض تفوق الاستخبارات الإسرائيلية على نظيراتها، هو وهم خطير. وأوضح أن العمى الفكري داخل شعبة الاستخبارات العسكرية والشاباك ساهم في كارثة 7 أكتوبر.

كما وجه انتقادات حادة إلى جهاز "الشاباك"، مشيراً إلى أن الجهاز أخفى معلومات استخباراتية مهمة، وكان بإمكانه " بل كان يجب عليه" أن يحذر من الهجوم، لكنه فشل في ذلك.

الجيش تحمّل المسؤولية.. والحكومة رفضت

من أبرز ما كشفه حاليفا هو أن شعبة الاستخبارات أجرت تحقيقات شاملة مع 50 من كبار مسؤوليها خلال الأسابيع الأولى بعد الهجوم، بهدف تشريح ما حدث وتفادي تكراره.

و استقال حاليفا بنفسه من منصبه، بالإضافة إلى عدد من كبار الضباط، بمن فيهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، إضافة إلى رئيس الشاباك.

في المقابل، لم تتحمل الحكومة أي مسؤولية، وواصل نتنياهو التمسك بمنصبه، رافضاً تشكيل لجنة تحقيق حكومية حتى الآن.

لو أيقظوني لكان يمكن منعه

وهاجم حاليفا ما وصفه بـ"السردية الزائفة" التي يروج لها نتنياهو بأنه "لو أيقظوه ليلاً، لكان منع الهجوم"، موضحًا أن المعلومات المتوفرة حينها لم تكن كافية لأي استنتاج يُشير إلى وجود تهديد وشيك، مضيفًا: "حتى لو قرأت البيانات الاستخباراتية المتوفرة حينها، لما استنتجت أن هناك هجوماً، وكنت سأعود للنوم".

وتابع بالتالي، فإن شعار نتنياهو الانتخابي القادم مبني على كذبة كاملة، بحسب وصف حاليفا، و"محاولة بائسة للهرب من المسؤولية التاريخية".

الفشل سيتكرر ما لم تتغير القيادة

قال حاليفا في أحد التسجيلات: "القمح لن ينمو مجددًا طالما أن نفس الأشخاص ما زالوا على الكراسي"، في إشارة إلى أن تغيير بعض الأشخاص فقط لن يمنع تكرار الكارثة، بل يجب تفكيك المنظومة برمتها.

نتنياهو عزز حماس وتجاهل التحذيرات

لفت التقرير إلى أن نتنياهو كان على علم بتزايد قوة حماس وحزب الله، وسمح بتدفق الأموال القطرية إلى غزة، معتقدًا أن هذه السياسة تضمن "ردع حماس" لكنه تجاهل تحذيرات عديدة، ورفض الاعتراف بأن حماس قد تغيرت وبدأت تستعد لهجوم.

واعتبرت ميكي ليفين أن هذا ليس مجرد تقصير سياسي أو استخباراتي، بل خطر وجودي يهدد أمن إسرائيل في المستقبل.

صفقة رهائن ضائعة

كشف حاليفا أن الحكومة الإسرائيلية كانت قادرة على إبرام صفقة تبادل رهائن بشروط أفضل قبل قرابة عام، لكنها اختارت تجاهل الفرصة، وبذلك، تركت الرهائن في الأنفاق لأشهر طويلة وسط معاناة غير مبررة، وهو ما يمثل فشلاً إضافيًا يتحمل مسؤوليته المستوى السياسي.

الجيش والشرطة والحكومة في فوضى واحدة

وصف حاليفا الواقع داخل المنظومة الأمنية والسياسية بأنه فوضى شاملة، مشيرًا إلى أن الجيش والشرطة يعانيان من الغطرسة والجمود الفكري، فيما تُتخذ قرارات مصيرية من قبل وزراء لا يعرفون معنى المسؤولية، ولا يتحملون نتائج قراراتهم.

دعوات لتشكيل لجنة تحقيق حكومية

اختتمت ميكي ليفين تقريرها بدعوة صريحة لتشكيل لجنة تحقيق حكومية شاملة، مؤكدة أن الجيش تحمل مسؤوليته، في حين أن القيادة السياسية، وعلى رأسها نتنياهو، ما زالت تهرب من المحاسبة.

ونقلت عن حاليفا قوله: "ما جرى ليس عطلاً في عجلة واحدة.. يجب تغيير السيارة بالكامل، لا مجرد استبدال بعض القطع".

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً