أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء عن بدء المرحلة الأولى من عملية عسكرية واسعة تهدف إلى السيطرة على مدينة غزة، والتي يصفها بأنها "المعقل الحكومي والعسكري" لحركة حماس. جاء هذا الإعلان بعد اشتباكات مع مقاتلين من حماس في منطقة جنوب خان يونس.
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، صرح بأن القوات بدأت في تطويق أطراف المدينة، مشيرًا إلى أن "حماس أصبحت الآن قوة حرب عصابات منهكة". وأضاف أن الجيش سيكثف هجومه، مؤكداً أن هذه العمليات هي الخطوات التمهيدية للمرحلة الأولى من الهجوم.
تزامنًا مع هذه التطورات الميدانية، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجيهات بتسريع وتيرة السيطرة على معاقل حماس، بهدف هزيمتها في أسرع وقت ممكن. وتأتي هذه الخطوة في ظل انتقادات دولية متزايدة من منظمات مثل الصليب الأحمر، التي حذرت من تفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع مع تصاعد العمليات العسكرية.
في الوقت نفسه، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استدعاء 60 ألف جندي احتياطي، وتمديد خدمة 20 ألفًا آخرين، للمشاركة في العملية التي أُطلق عليها اسم "عربات جدعون 2". وتشير التوقعات إلى أن العملية قد تستمر من أربعة إلى ستة أشهر، بمشاركة خمس أو ست فرق عسكرية مدعومة بسلاح الجو.
وقد كثفت القوات الإسرائيلية بالفعل من ضرباتها الجوية والمدفعية على مناطق محيطة بمدينة غزة، مثل حيي الزيتون والصبرة جنوبًا، وبلدتي جباليا البلد وجباليا النزلة شمالًا. كما ألقت طائرات مسيّرة منشورات تدعو السكان إلى الإخلاء والنزوح مجددًا نحو منطقة المواصي في جنوب القطاع.
تحليل: دلالات الهجوم الجديد وتأثيراته المحتملة
الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة يحمل دلالات استراتيجية وسياسية مهمة، ويشير إلى تحول محتمل في مسار الصراع.
الأهداف الاستراتيجية:
القضاء على حماس: تأكيد الجيش الإسرائيلي على أن المدينة هي "معقل حماس" يؤكد أن الهدف الأساسي للعملية هو تفكيك البنية العسكرية والحكومية للحركة بشكل كامل. هذه الخطوة تعكس رغبة إسرائيلية حازمة في تحقيق أهدافها المعلنة، بعيدًا عن أي ضغوط دولية لوقف العمليات.
تغيير قواعد الاشتباك: تمديد فترة العملية لأشهر واستدعاء أعداد كبيرة من الاحتياط يوضح أن إسرائيل تخطط لعملية شاملة وطويلة الأمد، قد تختلف عن العمليات السابقة. هذا النهج يشير إلى نية إسرائيلية لفرض سيطرة ميدانية كاملة على المدينة.
التأثيرات الإنسانية والسياسية:
تفاقم الأزمة الإنسانية: مع تصعيد الضربات وتوسيع نطاق العمليات، يزداد القلق من تزايد أعداد الضحايا المدنيين والنازحين. تحذيرات الصليب الأحمر تؤكد أن الوضع الإنساني الهش بالفعل سيواجه تدهورًا كارثيًا، مما يضع مزيدًا من الضغط على المجتمع الدولي للتحرك.
الضغوط الدولية: على الرغم من الانتقادات الدولية، يبدو أن إسرائيل ماضية في خطتها. قرار تأجيل التحاق جنود الاحتياط لشهر واحد قد يمنح الوسطاء بعض الوقت لإجراء مفاوضات حول وقف إطلاق النار، لكن توجيهات نتنياهو بتسريع الهجوم تقلل من فرص تحقيق اختراق دبلوماسي على المدى القصير.
مستقبل القطاع: الهجوم يثير تساؤلات حول مستقبل قطاع غزة ما بعد السيطرة الإسرائيلية المحتملة. غياب خطة واضحة لإدارة القطاع بعد العملية العسكرية قد يؤدي إلى فراغ أمني وإداري، مما يزيد من تعقيد الوضع.
العملية العسكرية الجديدة تضع غزة على حافة مرحلة جديدة من الصراع، قد تحمل تداعيات خطيرة على السكان المدنيين وتؤثر على الاستقرار في المنطقة بأكملها.