ads
ads

دراسة فرنسية حديثة تكشف عن علاقة بين "كوفيد-19" وتسارع شيخوخة الشرايين لدى النساء

كورونا تهدد صحة النساء
كورونا تهدد صحة النساء

كشفت دراسة دولية حديثة أجراها باحثون فرنسيون عن أن الإصابة بفيروس "كوفيد-19" قد تؤدي إلى تسارع شيخوخة الأوعية الدموية وتفاقم تصلب الشرايين، وخاصة لدى النساء. وتُعد هذه النتائج بمثابة إضافة مهمة للمعلومات المتزايدة حول المضاعفات القلبية الوعائية المرتبطة بالفيروس، وربما تفسر أيضاً سبب انتشار "كوفيد طويل الأمد" بشكل أكبر بين النساء.

تفاصيل الدراسة والنتائج الرئيسية

قادت الدكتورة روزا ماريا برونو من جامعة باريس سيتي فريقاً بحثياً دولياً، حيث قاموا بتجنيد 2390 شخصاً بمتوسط ​​أعمار 50 عاماً من 16 دولة مختلفة، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. هدفت الدراسة، التي نُشرت في "مجلة القلب الأوروبية" (European Heart Journal)، إلى تقييم تأثير فيروس "SARS-CoV-2" على صحة الشرايين.

تم تقييم صحة الشرايين لدى المشاركين عن طريق قياس سرعة موجة الضغط بين الشريان السباتي في الرقبة والشرايين الفخذية في الساقين، وهو مقياس معروف لدرجة تصلب الشرايين. وقد أظهرت النتائج أن النساء اللواتي أُصبن بالفيروس، سواء كن قد تلقين التطعيم أم لا، كانت لديهن شرايين أكثر تصلباً مقارنة بالنساء غير المصابات.

وأظهرت الدراسة أن هذا التصلب يتناسب طردياً مع شدة الإصابة. فالنساء اللاتي دخلن المستشفى بسبب "كوفيد-19" كان لديهن "عمر وعائي" أكبر بخمس سنوات من النساء غير المصابات. وارتفع هذا الفارق إلى 7.5 سنة بين النساء اللاتي احتجن إلى دخول العناية المركزة.

تحليل إخباري: لماذا النساء بالتحديد؟

تُثير نتائج هذه الدراسة تساؤلات مهمة حول الفروق البيولوجية بين الجنسين في الاستجابة لفيروس "كوفيد-19". فبينما وجدت الدراسة تأثيراً واضحاً على صحة الشرايين لدى النساء، لم يُلاحظ أي تأثير مماثل على صحة الشرايين لدى الرجال المشاركين في الدراسة، حتى بعد أخذ عوامل أخرى مثل التدخين والسمنة في الاعتبار.

ويُعتقد أن السبب يكمن في الاختلافات في الاستجابة المناعية. فالأبحاث السابقة تشير إلى أن النساء يمتلكن استجابة مناعية أقوى للعدوى من الرجال، ولكن قد يجدن صعوبة في إخماد هذه الاستجابة بشكل فعال بعد القضاء على الفيروس. وهذا الاستمرار في النشاط المناعي قد يؤدي إلى حدوث التهاب مزمن يمكن أن يضر بالأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تسريع شيخوختها وتصلبها.

هذه النتائج لا تُفسر فقط زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب الوعائية لدى النساء بعد الإصابة، بل قد توفر أيضاً رؤى جديدة حول ظاهرة "كوفيد طويل الأمد" التي تظهر بشكل أكثر شيوعاً بين النساء. وتؤكد الدكتورة برونو أن هذه النتائج "تتوافق مع أعراض مرضى كوفيد طويل الأمد"، وتقدم دليلاً ملموساً على وجود ضرر قابل للقياس في الأوعية الدموية.

بناءً على هذه الدراسة، قد يساعد قياس تصلب الشرايين في المستقبل على تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بـ"كوفيد طويل الأمد"، وربما يمهد الطريق لتطوير علاجات دوائية مستهدفة لمعالجة الالتهاب المزمن وتأثيراته الضارة على الأوعية الدموية. وتشكل هذه النتائج دعوة واضحة للمزيد من الأبحاث لفهم آليات "كوفيد-19" على المدى الطويل، خاصةً فيما يتعلق بالفروق بين الجنسين.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر.. قرعة دوري أبطال أوروبا 2025- 2026