تواجه العلاقات التجارية بين الهند والولايات المتحدة توتراً متصاعداً، حيث تشير التقارير إلى قيام نيودلهي بتقليص مشتريات النفط الأمريكي، وهو ما يأتي بالتزامن مع تصريحات أمريكية حادة وانتقادات لتقارب الهند مع روسيا والصين.
تقليص واردات النفط الأمريكي
في خطوة تعكس التوتر الحالي، أظهرت مصادر من قطاع النفط أن شركة النفط الهندية، وهي أكبر شركة تكرير في البلاد، تخلت عن شراء النفط الأمريكي في مناقصتها الأخيرة، مفضلةً استيراد مليوني برميل من خام غرب أفريقيا ومليون برميل من الشرق الأوسط. يأتي هذا القرار على الرغم من أن الشركة كانت قد اشترت خمسة ملايين برميل من النفط الأمريكي في مناقصة سابقة.
وعلى الجانب الهندي، أكدت وزيرة المالية الهندية نيرمالا سيتارامان أن بلادها ستستمر في شراء النفط الروسي، مشيرة إلى أن الحكومة ستقدم حزماً لدعم المصدرين الهنود المتضررين من الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة البالغة 50 في المائة على السلع الهندية. وقد بررت الولايات المتحدة زيادة هذه الرسوم بقرار نيودلهي شراء النفط الروسي.
انتقادات أمريكية وتقارب مع روسيا والصين
من جانبه، علّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المشهد السياسي المتغير، قائلاً إن الهند وروسيا يبدو أنهما "تاهتا في غياهب الصين" بعد اجتماعهما مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في مدينة تيانجين الصينية. وأضاف ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أن الصين "أكثر ظلمةً وغموضاً"، متمنياً لهما "مستقبلاً طويلاً ومزدهراً".
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون الذي ضم قادة الدول الثلاث، وهو ما يؤكد على عمق التحولات في العلاقات الدولية.
تعزيز التعاون مع أوروبا
في المقابل، تشير الهند إلى تحرك استراتيجي نحو تعزيز علاقاتها التجارية مع أوروبا. وصرح وزير التجارة الهندي بيوش غويال أن مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، ماروس سيفكوفيتش، سيزور نيودلهي قريباً، مشيراً إلى أن محادثات اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين تحرز "تقدماً سريعاً".
يأتي هذا التقارب بعد أسبوع واحد من دخول الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة حيز التنفيذ، مما يؤكد سعي الهند لتنويع شركائها التجاريين. وقد أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، التزام الاتحاد الأوروبي بإنهاء المفاوضات بحلول نهاية العام. وأضافت أن الهند تلعب دوراً محورياً في الضغط على روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وأن الجانبين يهدفان إلى الاتفاق على أجندة استراتيجية مشتركة في قمة تُعقد في أوائل عام 2026.
ويُعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند في مجال السلع، حيث بلغ حجم التبادل التجاري الثنائي 137.5 مليار دولار في السنة المالية 2023/ 2024، مما يجعله وجهة حيوية لتعويض أي خسائر محتملة في العلاقات مع الولايات المتحدة.