حققت الرئيسة التنزانية سامية صولحو حسن فوزًا ساحقًا في الانتخابات الرئاسية، حيث أظهرت نتائج أولية أذاعها التلفزيون الرسمي حصولها على 95% من الأصوات، بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات العنيفة والدامية التي اجتاحت البلاد.
ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية في الساعات المقبلة، ويعقب ذلك إقامة حفل أداء اليمين بشكل سريع السبت، بحسب التلفزيون الرسمي ووفقًا لمراسل وكالة "فرانس برس" الذي نقل المعلومات عبر الهاتف بسبب استمرار انقطاع خدمة الإنترنت في تنزانيا.
وأضاف المراسل "لقد فازت بأكثر من 95% في كل دائرة انتخابية".
وقال حزب المعارضة الرئيسي في تنزانيا، أمس الجمعة، إن مئات الأشخاص قتلوا في احتجاجات اندلعت هذا الأسبوع بسبب الانتخابات، بينما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى فتح تحقيق، فيما أثير عن استخدام القوة المفرطة.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن تقارير موثوقة أشارت إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل في الاحتجاجات في ثلاث مدن، في أول تقدير علني بشأن الوفيات تصدره هيئة دولية منذ الانتخابات التي جرت يوم الأربعاء.
وأصدر وزراء خارجية بريطانيا وكندا والنرويج بيانا مشتركا عبروا فيه عن قلقهم إزاء الوضع، وطالبوا السلطات في تنزانيا بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس واحترام الحق في التجمع وحرية الرأي.
وفي أول تعليق علني من الحكومة على الاضطرابات، قال وزير الخارجية محمود ثابت كومبو لـ"رويترز" إن عدد القتلى الذي أعلنته المعارضة "مبالغ فيه للغاية"، لكن السلطات لم تجرِ إحصاء للقتلى بعد. ونفى استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة.
وخرج متظاهرون إلى الشوارع منذ الأربعاء للتعبير عن غضبهم من استبعاد أكبر منافسين للرئيسة سامية صولحو حسن من السباق الرئاسي ومما وصفوه بقمع واسع النطاق. وقال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع وأعيرة نارية لتفريق بعض المتظاهرين.
وقررت الشرطة فرض حظر تجول ليلي في العاصمة التجارية دار السلام خلال الليلتين الماضيتين بعد إضرام النيران في مكاتب حكومية ومبانٍ أخرى.
وانقطعت خدمة الإنترنت منذ يوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم جوتيريش في بيان إن الأمين العام دعا إلى "فتح تحقيق شامل ونزيه فيما أثير عن الاستخدام المفرط للقوة"، وعبر عن أسفه لسقوط قتلى.
وكانت سامية حسن قد ركزت خلال حملتها الانتخابية شعار "العمل والكرامة"، على أجندة اقتصادية طموحة تقوم على تنمية الزراعة وتربية الماشية وتعزيز فرص العمل، إلى جانب برنامجها المعروف بـ"الركائز الأربعة": المصالحة، الإصلاحات، إعادة البناء، والمرونة. واتسم خطابها بالتصالحي والإصلاحي في سعى إلى إعادة تقديم الحزب الحاكم بوجه أكثر انفتاحا.
واقتصاديا، ركزت على الحفاظ على الاستقرار واستقطاب الاستثمارات الأجنبية عبر مشروعات استراتيجية ضخمة، منها خطوط السكك الحديدية الحديثة، وسدود الطاقة الكهرومائية، واتفاقيات بمليارات الدولارات في مجالي التعدين والغاز الطبيعي.
وقد تبنت سامية حسن خلال ولايتها خطابا تصالحيا مع المعارضة، وأجرت إصلاحات جزئية في قوانين الإعلام والأنشطة المدنية، لكن مراقبين يرون أن هذه الخطوات لم تُترجم إلى انفتاح سياسي حقيقي.
وتأتي الانتخابات في ظل غياب أبرز أحزاب المعارضة، وعلى رأسها حزب تشاديما بعد استبعاد مرشحيه من السباق وتوقيف زعيمه توندو ليسو بتهم تتعلق بـ"التحريض على الفتنة".