ads
ads

دوافع ترامب لاستهداف فنزويلا ومادورو تتجاوز "كارتل المخدرات" ( تحليل )

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وفنزويلا مؤخرًا، مع تجديد الرئيس الأمريكي ، دونالد ترامب، اتهاماته المثيرة للجدل ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ورغم أن ترامب يدّعي أن مادورو يتزعم "كارتل مخدرات" وهمي يُعرف باسم "كارتل الشمس" (Cartel de Los Soles)، تشير التحليلات إلى أن الأهداف الأمريكية الحقيقية تكمن في الثروات الطبيعية الهائلة لفنزويلا وموقف نظامها المناهض للهيمنة الأمريكية.

الكوكايين والاحتياطي البترولي: تناقض في الاتهامات

يُجمع المراقبون والمحللون على أن اتهامات ترامب لفنزويلا بأنها "محور مخدرات" لا تتوافق مع الحقائق والتقارير الأمريكية والدولية، والتي غالبًا ما تشير إلى دول أخرى كالمكسيك وكولومبيا كأبرز مصادر توريد الكوكايين والفنتانيل للولايات المتحدة.

ويؤكد التقرير أن الدافع الرئيسي لـ ترامب هو اقتصادي وسياسي بحت؛ ففنزويلا تمتلك أكبر احتياطي نفط مثبت عالميًا، يقدر بأكثر من 300 مليار برميل، إلى جانب احتياطات ضخمة من الذهب والمعادن الثمينة النادرة. وتسعى واشنطن، بحسب التحليلات، إلى:

نهب الموارد الاقتصادية: السيطرة على الثروات الطبيعية الفنزويلية.

إزاحة مادورو: بسبب ميوله الوطنية الاشتراكية اليسارية وعلاقاته مع خصوم واشنطن، وخاصة الصين وروسيا وإيران.

إرث تشافيز وروح "المُحرر" سيمون بوليفار

لا يمكن فهم العداء الأمريكي الحالي بمعزل عن التطورات السياسية التي بدأت منذ فوز الكولونيل هوغو تشافيز بالرئاسة في 1998. كان تشافيز متأثرًا بشدة بحركات التحرير العالمية، وأعلن عن اقتدائه بالزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.

كما اعتمد تشافيز على إرث القائد اللاتيني التاريخي سيمون بوليفار (المُحرر)، الذي قاد ثورات ضد الاستعمار الإسباني. وأطلق تشافيز على حزبه اسم "الحركة الاشتراكية البوليفارية"، التي ينتمي إليها خلفه نيكولاس مادورو.

ورث مادورو، الذي كان سائق حافلة وناشطًا نقابيًا بارزًا، رئاسة البلاد وقيادة الحركة البوليفارية بعد وفاة تشافيز عام 2013، واستمر في تنفيذ برنامجه المنحاز اجتماعيًا للفقراء والطبقات العاملة، رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة والعقوبات الأمريكية التي تسببت في هبوط إنتاج البترول والتضخم الفلكي.

محاولات الانقلاب والتهديد بالتدخل العسكري

تعرض نظاما تشافيز ومادورو لعشرات محاولات الانقلاب والتدخل التي دبرتها المخابرات الأمريكية، غالبًا عبر التشكيك في نتائج الانتخابات. وكان أبرز الأسماء المدعومة أمريكيًا هو رئيس البرلمان السابق خوان غوايدو، الذي ادعى فوزه بالرئاسة في 2018 وشكل "حكومة مؤقتة" قبل أن يتم حلها وهروبه إلى المنفى.

وفي الوقت الراهن، تبرز اسم ماريا ماشادو، التي يروج لها ترامب كبديل لمادورو. وكشف ترامب بنفسه عن خطط سرية للاستخبارات الأمريكية تستهدف اغتيال مادورو بعد إخفاق محاولات إرهابه للفرار من البلاد.

وتشير التقارير إلى حشد عسكري أمريكي كبير في منطقة الكاريبي، يتضمن أكثر من 15 ألف جندي من القوات الخاصة في قاعدة بورتوريكو وحاملة الطائرات الضخمة "جيرالد فورد"، استعدادًا لـ "غزو أو قصف مكثف" محتمل، وهو ما يرفضه مادورو الذي يعلن الاستعداد لـ حرب عصابات طويلة المدى لمواجهة أي غزو بري أو نظام عميل.

"مبدأ مونرو" وعودة العسف في الفناء الخلفي

يؤكد التقرير أن هذه السلوكيات ليست جديدة على واشنطن، التي تعتبر أمريكا اللاتينية "حديقتها الخلفية" منذ إعلان "مبدأ مونرو" عام 1823. وقد استمرت الانقلابات الأمريكية في أمريكا اللاتينية لعقود، مستهدفة الحكومات اليسارية الديمقراطية، كما حدث في غواتيمالا 1954 وتشيلي 1973.

ويُخشى أن تتسع حملة ترامب لتمتد إلى دول الجوار مثل كولومبيا، لإزاحة زعيمها اليساري جوستافو بيترو، الذي حذر علناً من إيقاظ "النمر اللاتيني"، في إشارة واضحة إلى ميراث بوليفار التحرري. كما تجمع حكومات اليسار اللاتيني عداءً محتدماً مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، برز في التنديد العلني بمجازر غزة، ما يزيد من التوتر مع واشنطن.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً