ads
ads

مقتل رئيس أركان الجيش الليبي الحداد يفتح تساؤلات حول الخلافة ومستقبل المؤسسة العسكرية (

رئيس اركان الجيش الليبي
رئيس اركان الجيش الليبي

أثارت وفاة الفريق أول محمد علي الحداد، رئيس أركان الجيش الليبي، في حادث سقوط طائرة بتركيا، حالة من الصدمة داخل الأوساط السياسية والعسكرية، وسط تساؤلات حول ملابسات الحادث وتأثيره على استقرار المؤسسة العسكرية وجهود توحيدها.

ويُعد الحداد من أبرز الشخصيات العسكرية المرتبطة بالمسار التوافقي في ليبيا، ولعب دورًا بارزًا في السنوات الأخيرة في الحفاظ على توازن المؤسسة العسكرية وفتح قنوات تواصل بين الأطراف المتصارعة في الشرق والغرب والجنوب.

وصف المحلل السياسي الليبي أسامة كعبار الحداد بأنه "شخصية وطنية إيجابية ومحايدة، تتوسط بين جميع الأطراف"، نافياً وجود أي مؤشرات على أن الحادث كان مؤامرة أو محاولة اغتيال، ومؤكدًا أن الحادث "عرضي"، وأن الطائرة وطاقمها ليبيون بالكامل، وكانت موجودة في تركيا، الدولة التي أثبتت حياديتها ودورها في صناعة السلام.

وأوضح كعبار أن الحداد كان يمثل "شخصية متوازنة خرجت من رحم ثورة 17 فبراير"، بخلاف معظم القيادات العسكرية الحالية المرتبطة بمعارك وخلفيات صراعية بين مناطق ليبيا المختلفة. وأكد أن الدور التركي في ليبيا كان محوريًا في حقن الدماء ومنع انزلاق البلاد نحو حرب شاملة منذ تدخلها في الأزمة.

كما نفى أي احتمال لتورط أطراف داخل حكومة الوحدة الوطنية، مشيرًا إلى أن علاقة الحداد برئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة كانت "علاقة مهنية معتدلة"، حتى في حالات الخلاف، التي وصفها بأنها "إيجابية وصبّت في إطار الحفاظ على الاستقرار". وأوضح أن الحداد كان يحظى باحترام واسع في الغرب، وفي الوقت نفسه لديه قبول واضح في الشرق، ما يجعل فراغه "صعب التعويض في المرحلة الحالية".

فيما يتعلق بخلافة الحداد، رجح كعبار أن تقتصر المنافسة على أسماء عسكرية "غير صدامية" ومنتمية للمؤسسة العسكرية النظامية، على رأسهم اللواء صلاح الدين النمروش، وزير الدفاع الأسبق، الذي يمكن تكليفه كرئيس أركان مؤقت، واصفًا إياه بأنه "شخصية معتدلة وبعيدة عن الأضواء ولم تشارك مباشرة في مواجهات عسكرية". وأضاف كعبار أن اللواء رمزي القمودي يُعد خيارًا آخر، مع الإشارة إلى أن الشخصيتين من مدينة الزاوية، ما يتيح التوازنات الجهوية والقبلية.

واختتم كعبار تحذيره من محاولات "خلط الأوراق أو الترويج لنظريات المؤامرة"، مؤكداً أن هذه الطروحات "قد تدفع البلاد نحو تصعيد عسكري جديد"، وأن ليبيا اليوم بحاجة لمن يواصل المسار التوافقي الذي كان يمثله الحداد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً