تحتفل اليوم الراقصة دينا بعيد ميلادها، وتعد دينا أحد أشهر الراقصات المصريات، ولكن عند الحديث عن الرقص يتبادر إلى الأذهان أسئلة حول أول راقصة في مصر، وتعد شفيقة القبطية، أشهر وأول راقصة في مصر وكانت في القرن التاسع عشر، بالتحديد في 1851، عاصرت شفيقة العصر العباسي ولاقت شهرة واسعة في ذلك الوقت، وفي ذلك التقرير نتحدث عن أبرز محطات حياتها.
بدايتها
كانت البداية عندما ذهبت الراقصة 'شوق' لتلبية دعوة في مناسبة زواج لإحدى الأسر القبطية العريقة، فبدأت الفتيات بعد رؤيتهن للراقصة في مبارزة بعضهن البعض، وكانت شفيقة أكثر الفتيات اللاتي لفتن الأنظار، مما دفع شوق لأن تطلب منها أن تعلمها الرقص باعتبارها 'خسارة' على حد تعبيرها، ثم هربت شفيقة من منزل والديها بعد أن رفضت والدتها الأمر بل واعتبرته إهانة، حتى تتعلم الرقص وتمارسه مع 'شوق'.
كانت شوق الراقصة الوحيدة التي ترقص في حفلات العائلات الكبيرة والخديوي إسماعيل، واستطاعت أن تبني لنفسها مكانة محترمة بين العائلات الكبيرة، كما رقصت في حفل افتتاح قناة السويس الذي تم فيه تكريم الإمبراطورة أوجيني، وعملت معها شفيقة بعد أن قررت أسرتها التبرؤ منها، إلى أن تحولت لأشهر راقصة في عصرها خاصة بعد وفاة 'شوق'.
ولكي تثبت لأسرتها إنها لم تنحرف فقامت بربط اسمها بنوع ديانتها فأصبحت تنادي 'شفيقة القبطية' وعادت إلى القاهرة وعملت مع الراقصة شوق في إحياء الأفراح الكبرى، ولكن بعد فترة قصيرة ماتت 'شوق' وأصبحت شفيقة بمفردها، وتربعت بعد فترة قصيرة على عرش فن الرقص في مصر ولمع اسمها وأصبحت الأسر الكبيرة تتباهي بها، وقررت شفيقه أن تصنع تغييرا في الرقص يتناسب مع شهرتها فأبدعت في 'رقصة الفنيار' حيث كانت تضع على رأسها 'شمعدان' مضئ بالشموع، ثم ترقص وفي يدها الساجات، ومع ذلك لم يقع الشمعدان لقدرتها العجيبة على حفظ توازنها، وأشتهرت هذه الرقصة، حتى إنه كان يتوافد عليها الكثير من السائحين الأجانب لكي يشاهدوا الراقصة التي تضع الشمعدان على رأسها، وكانت عندما ترقص شفيقه على المسرح كانت الجنيهات الذهبية تتناثر تحت أقدامها تحية لها من المعجبين.
أمومتها
جمعت شفيقة ثروة ضخمة بالرغم من إسرافها الشديد، فكانت تمتلك منازل في منطقة باب البحر بالقاهرة وأخرى في حي شبرا وأيضا حارة السقايين، وعدة قصور كانت تعيش بها، واستطاعت أن تحقق كل أمانيها في الحياة إلا إنها لم تحقق أمنية واحدة وهي الأمومة، فكانت تتمنى أن تكون أما ولكنها لم تنل ذلك فقامت بتبني طفلا اسمه 'زكي' وأعطته الحنان ولكنه لزيادة تدليلها له ففشل، وقامت بزواجه وأقامت له فرح لمدة سته أيام وقام بإحيائه عدد كبير من المطربين في ذلك الوقت، ولكنه توفى بعد وقت قصير.
وفاتها
توفيت شفيقة القبطية في عام 1926 وكان عمرها ناهز الـ 75 عاما، وبعد ذلك تم تحويل حياتها لفيلم شفيقه القبطية وكان من إخراج 'حسن الإمام' وقصة 'جليل البنداري' وكان بطولة الفنانة 'هند رستم'