اعلان

الحكواتي الفني يسرد تفاصيل 60 دقيقة سينما للفنان صفا الجميل

نوفل
نوفل

تحدث إلهامي سمير، الحكواتي الفني، عن حياة الفنان الراحل صفا الجميل الشهير بـ«نوفل»، وذلك عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في يوم 7 فبراير سنة 1907.

حرنكش أو نوفل

وأضاف «إلهامي»: «اتولد حرنكش أو نوفل زى ما عرفناه من أفلامه، بس هو في الواقع مكنش اسمه حرنكش ولا نوفل كان اسمه صفاء أو صفا والدلع صف صف، صفا أول ما اتولد ابوه اختار له اسم مركب صفاء الدين واسمه بالكامل صفاء الدين حسين زكي الفيضي، وبسبب ملامحه اللى مكنتش بتيجي على هوا ناس كتير صفا عانى فى صغره من تريقة وتنمر مالهاش حد وده اللى كان بيخليه فى أغلب الوقت وحيد ومنطوي، خايف يتواجد فى أى تجمع علشان محدش يتريق علي شكله».

واحدة واحدة

وتابع: «واحدة واحدة وبمرور الوقت صفا بدأ يغير نظرته لنفسه وللحياة لما شيخ من جيرانه أقنعه أنه لازم يحب شكله وهيئته علشان الناس تحبه، ولما عمل بالنصيحة دي بدأ الوضع يخلتف، وبقى يشارك فى تجمعات ويكون صداقات ويستحمل تريقات لحد ما قدر يتجاوزها، او تقدر تقول إن اللى كانوا بيتريقوا على شكله لما قربوا منه وعرفوا قد إيه هو طيب وحابب الخير للكل اتكسفوا على دمهم وقالوا كفاية كده».

الوسامة والجسم الرشيق

وأضاف: «صفا وهو بيكبر كان بيتعلق بالفن يوم بعد يوم ومن كتر ما دخل سينمات ومسارح بقى يتمنى أنه يكون فارس من الفرسان اللى بيشوفوهم على الشاشة بس هيبقى كده إزاي والسينما أهم حاجة فيها الوسامة والجسم الرشيق؟، فضل السؤال ده شاغل بال صفا لحد ما أدرك أنه فيه مكان واحد بس هو اللى ممكن يحقق له الحلم ده، أوضته المتواضعة، فبقي يقفل على نفسه ويتخيل نفسه مكان البطل وكل البنات بتجري وراه، ورغم أن التجربة دى كانت بتحقق له جزء من السلام النفسي إلا أنها كانت بتسبب له وجع كبير لما يفوق من التمثيل ويكتشف أنه لا جان ولا فى بنات بتجري وراه».

أول مرة سنة 1935

وأكمل: «صفا اكتشفه الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب بالصدفة لما شافه فى استوديو من الاستديوهات اللي كان صفا بيروحها علشان يلاقى فرصة تسمح له بالظهور فى السينما، وقدمه عبد الوهاب للجمهور لأول مرة في فيلم «دموع الحب» سنة 1935، وشوية بشوية بقي بيعتبره تميمة نجاحه ويتفاءل بيه في كل أعماله، وفى مرة قال موسيقار الأجيال أنه كان بيسجل أغنية فى الاستوديو ومكنش راضى عنها، ورغم أنه عاد التسجيل أكتر من مرة إلا أنه برضه مكنش مقتنع بيها، ووقتها اتصل بصفا وطلب منه أن يجيى الاستوديو وأول ما وصل العقدة اتحلت والأغنية ظبطت مع عبدالوهاب».

عبدالوهاب وأنور وجدي

وواصل: «عبدالوهاب مكنش الوحيد اللى بيتفاءل بصفا لأن أنور وجدي كان هو كمان بيحبه، واتعود مع كل مشروع فنى جديد أنه يتصل بيه قبل ما يبدأ فى تنفيذه كنوع من التفاؤل، أما الشاعر صالح جودت، فكان بيطلب من صفا أنه يعدى عليه كل يوم الصبح عشان يلهمه أغنية جديدة لكن صفا كان بيتقل عليه وقاله إنه هيعدى عليه مرة واحدة بس في الأسبوع».

60 دقيقة سينما

وتابع: «صفا شارك فى 30 فيلم ومع ذلك رصيده من الظهور فى كل الأفلام مجتمعة مكملش 60 دقيقة، لما سألوا صفا الجميل فى مرة عن الحب، وإذا كان حب فى الواقع ولا لا ؟ فقال انه حب وكان متيم وولهان، وأول حب فى حياته كانت ليلى مراد اللى قابلها أول مرة فى فيلم يحيا الحب، وكان بيحب يقعد معاها وقت الاستراحة ويحكي ويفضفض لدرجة أنه فكر اكتر من مرة انه يعرض عليها الجواز لكن كان بيرجع يفتكر أنه «دميم الوجه»، ـ زى ما قال عنه نفسه ـ فيربط لسانه».

وأضاف: «وقال صفا إن الوحيدة اللى قدرت تنسيه حب ليلى مراد كانت أسمهان لانها ـ زى ما قال برضه ـ كانت بتبادله حبا بحب ولما كانت بتكلمه عن حبها له كان بيحس أن الكلام خارج من قلبها بجد، وبرضه حاول يصارحها ويطلب منها الجواز بس أفتكر تانى موضوع أنه 'دميم' لدرجة أن المحرر اللى بيعمل معاه الحوار ضحك وقاله 'بس يا صفا أنت مش دميم زى ما أنت بتقول'.. فرد صفا وقال : 'كويسة.. ع العموم أنا مبسوط كده.. ويمكن يعملوا مسابقة للوحاشة أخد فيها الجايزة الأولي.. مين عارف.. ربك كريم».

وأضاف إلهامي سمير: «كل اللى يعرفوا صفا اتفقوا على حاجة واحدة بس أن قلبه كان طيب وابيض زى الحليب، واكدوا أنه مكنش معاق ذهنيا زى ما الناس بتتصور، وكانوا بيضربوا مثل بذكائه وسرعة البديهة.. وكتب عنه صحفى فى مرة وقال 'ليس صفا الجميل او صفصف كما يدعوه اصدقاؤه من باب التدليل عبيطا كما يبدو على سحنته وتصرفاته الطبيعية.. بل لعله أذكى من كثيرين من الاذكياء، ويقول الذين يعرفون صفا عن قرب أن قبحه كما يصفه البعض يُخفى وراءه أصفى وأنقي نفسية خلقها الله .. فكأنه اسم على مسمى.. بل أن صفا نفسه تدفعه طيبته دائما إلى الترحيب بكل من يقابله ولو لم يكن يعرفه شخصيا، ومع طيبة هذا الإنسان العجيبة وفقره الشديد، يمتاز بكبرياء وترفع يفتقدها كثير من أصحاب الثروة والنفوذ .. أما اذا قرر أن يثور لكرامته فإنه وقتها يتحول الي وحش منطلق من القفص دون أن يوقفه احد».

توفى سنة 1966 وحيد

وأختتم: «صفا مات سنة 1966 وحيد من غير ما يكون جنبه حد ومن غير ما يحقق أهم حلم فى حياته أنه يكون جان وكل البنات تجري وراه».

WhatsApp
Telegram