تكتظ أروقة وساحات محاكم الأسرة على مستوى الجمهورية، بالآلاف من قضايا الطلاق والخلع، يحمل بعضها أسبابا جوهرية، والبعض الآخر يحمل دوافع غريبة للغاية، فنجد عدد غير قليل من الزوجات يقمن دعاوى طلاق وخلع ضد أزواجهن، لأسباب غير منطقية وتافهة للغاية، بعضها يحكم فيها القاضي لصالح الزوجة وبعضها ترفضه محاكم الأسرة.
قبل أيام قليلة، رفضت محكمة الأسرة بمدينة نصر، دعوى خلع أقامتها زوجة في الثلاثينيات من عمرها، ضد زوجها، لانها "يشخر وهو نايم"، وفقا لما جاء في الدعوى.
تستعرض "أهل مصر" عبر التقرير التالي، بعضا من أغرب قصص وحكايات قضايا "الطلاق والخلع" في ساحات محاكم الأحوال الشخصية.
"بيأكل وعياله لحم خرفان ميتة"
أقامت "هند" دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة بمصر الجديدة، بسبب قيام زوجها خالد.خ، بإطعامها هى وأطفالها من لحم خروف ميت، وعقبت قائلة "أكِّل عياله لحم خروف ميت، وعملنالهم غسيل معدة واتهمته في محضر شرطة بالإهمال".
وتابعت الزوجة في دعواها لافتة إلى أن زوجها ميسور الحال لكنه بخيل "عايز فلوس كتير بأى طريقة وخلاص، ومع مرور الأيام بدأت أفهم شخصيته كويس خاصة عقب إنجابي لأول أطفالي، كنت بعدي الأمور عشان المركب تمشي، وعمري ما افتعلت أي مشاكل عشان استقرار الأسرة".
"أكلنا لحمة خروف ميت ودى كانت المصيبة الكبري"، توضح الزوجة في القضية، مؤكدة أن ما أقدم عليه الزوج لم يتخيله أى عقل في الدنيا، لهذا طلبت الطلاق، إضافة إلى أنه جلب كمية كبيرة من اللحوم الفاسدة، طالبا منها طبخها، واستطردت " كلنا لحمة الخروف أنا والعيال وبعدها جالنا حالة تسمم بسبب لحمة الخروف الميت وده اللى عرفناه من الدكاترة بعد كدة".
"إنت داركولا"
وافقت على الزواج منه، فقد رأت فيه مواصفات حميدة من حسن المظهر، ووظيفة مرموقة، لديه شقة واسعة، اقتنعت بالارتباط منه فكان يعاملها بود ولطف شديدين، غير أنه كان مدخنا بشراهة، ولم تكن تتخيل أن هذا السبب سيكون سببا ينغص عليها حياتها رأسا على عقب.
تروي "هيام" في دعواها أن خطيبها حينما كان يزورها خلال أيام الخطوبة، لم يكن يدخن تماما وقت الزيارة، احترامًا لوالدها، وخلال تنزههم خارج المنزل لم يكن يطيق صبرًا للامتناع عن التدخين، فقد كان يبتعد عنها لدقائق يدخن فيها بأى منفذ مفتوح بمكان وجودهم كالمطاعم وغيرها، ثم يعود ويواصل الجلوس معها، وذلك أيضًا مراعاة لكراهيتها لدخان السجائر الذي يصيبها بصداع وآلام بالبطن.
شرحت صاحبة الدعوى أن والدها وشقيقيها لا يدخنان، وحينما وافقت على الخطبة من مدخن اعتبرت الأمر طبيعيا ومنتشرا بين الشباب، لكن بعد الزواج اختلف الأمر معها، وباتت ترى فى التدخين أزمة كانت تخضعها أحيانًا لجلسات تنفس صناعي، حتى وخلال فترة حملها لم يكن زوجها "أشرف" يكف عن التدخين داخل المنزل، ما سبب لها أزمات صحية متكررة جراء التأثير السلبي لتدخين زوجها عليها بدرجة كبيرة حذر منها الأطباء، كان زوجها يحاول التدخين بعيدًا عنها، وكان يختار دورة المياه مكانًا مفضلًا ليدخن سجائره.
بعد الولادة ظنت الزوجة أن ضيقها من تدخين زوجها سينتهي، لكنه تفاقم معها ومع ابنها الذي أصيب بحساسية على الرئة بسبب تدخين والده، واستسهاله التدخين في أرجاء المنزل بعد ذلك دون مراعاة للصغير، معتبرًا أن تدخينه في الحجرة خلال وجود الطفل خارجها لن يضره.
بمرور سنوات زادت شراهة الزوج للتدخين، ونصحه الأطباء بالتوقف تماما فقد الكثير من وزنه وشهيته تجاه الطعام، وتحول الشاب الوسيم في غضون وقت وجيز إلى شخص هزيل الجسد حاد وقاسي في طباعه، وكذلك أسنانه اكتست بالسواد وظهرت عليها علامات التسوس.
تصف الزوجة حالة زوجها قائلة "شكله بقى غريب ويخوف، بقى عامل شبه الدراكولا مصاص الدماء"، مؤكدة أن طباع زوجها باتت أيضا مخيفة، خاصة مع زيادة نفقات المنزل، مشيرة إلى أن زوجها وصل به الأمر إلى حد الضرب بالأيدى والشوم والعصي، فأصبح أيضا يضرب طفلهما، ما دفعها إلى اللجوء لمنزل أسرتها وطلب الطلاق.
"متجوز جنية بتغِير عليه"
توجهت "إيناس" صاحبة الـ 40 سنة، ربة منزل، إلى محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق ضد زوجها، 48 سنة، مدرس، واتهمته في دعواها بالجنون، فقد بدأ فجأة في ممارسة السحر والشعوذة قبل عدة أشهر قليلة، وقام بشراء كتب تشرح كيفية عمل الأسحار السُفلية والأعمال و"فك المربوط"، وبعض الأدوات التي تستخدم في مثل هذه الأعمال، موضحة أنه كان يغلق الحجرة عليه لساعات طويلة وأحيانا بالأيام، وكانت تلحظ انه يتمتم بألفاظ ومصطلحات غريبة، طيلة تواجده بالغرفة.
"إيناس" صاحبة 3 أبناء تختلف أعمارهم ما بين العاشرة والسابعة عشر، عاشت منذ زواجها حياة هادئة، إلا أنها قررت الطلاق وصممت عليه بقوة، وبعد رفضه تطليقها وديا، لجأت إلى المحكمة وأقامت دعوى طلاق للضرر.
تقول الزوجة في دعوى الطلاق "كنت أسمعه يتحدث بأصوات غريبة إلى امرأة رغم أنه كان يجلس بمفرده.. كل ما آجي أسأله ميردش عليا ويقولي بصوت عالي يا حفيظ "، وتابعت أن أغلب من كانوا يترددون عليه من الزبائن كن سيدات في أعمار مختلفة، وكان يطلب منها الدخول إلى حجرتها وعدم الخروج مطلقا حتى ينتهي من أعماله مع هؤلاء النسوة.
وأكملت إيناس أن زوجها بدأ تدريجيا في هجر الفراش، وبعدما قررت مواجهته بسر ابتعاده عنها، أصابها بصدمة عصبية بقوله "أنا متجوز جنّية عايشة تحت الأرض بقالها كتير"، وأخبرها بأن تلك الجنّية تغار عليه وتمنعه من معاشرة أى سيدة غيرها.
"بياكل سحالي"
أقامت "هبة.م" دعوى طلاق ضد زوجها بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، طالبت خلالها بتطليقها للضرر من زوجها، مؤكدة أنها باتت تشعر بالبغض والضغينة تجاه زوجها إضافة إلى اشمئزازها منه، بسبب نهم زوجها لأكل حيوان صحراوي يشبه السحالي اسمه "الضب".
أكدت الزوجة أن الأمر جعلها تتقزز من زوجها لدرجة إصابتها بالقيء إذا حاول الاقتراب منها بعد أكله "الضب"، فيما يصر زوجها على إقناعها أن أكله حلال، ويطالبها باعتباره نوعا من أنواع الخضراوات العادية.
بعد الزواج، حرصت الزوجة أن تكون طاهية محترفة لأكلات متنوعة من مطاعم متنوعة حول العالم، على أن تكون مأكولاتها من مكونات تعرفها ماهيتها، أملًا في أن تقدم لزوجها مأكولات من صنع يديها، رغم علمها بتوفيره خادمة وطباخا لهما بالمنزل، وبعد الزواج حاول زوجها توحيد قائمة مأكولاتهم على طريقته، لكن الزوجة لم تتقبل طعامه المعتاد، وبات الطباخ يطهو لكليهما طعاما مختلفا، وأحيانًا كثيرة تطهو الزوجة لنفسها.
ذات يوم دخلت "هبة" إلى المطبخ، ورأت حيوانا يشبه التمساح لكنه كان صغير الحجم، ميت فى إناء، وحينما سألت عنه الطباخ الذي أحضره زوجها برفقته، أخبرها أنه "ضب" أحضره زوجها ليطهوه له، أصيبت الزوجة بنوبة قيء ونزلة معوية لمجرد رؤية شكل الحيوان وما كان من زوجها إلا أن أكد عليها أن له فوائد كبيرة لجسم الإنسان.
كرهت الزوجة المطبخ وباتت لا تدخله ولا تأكل منه ولو بإعدادها، إذ باتت تشمئز من الأواني الموجودة فيه، وعرض عليها زوجها شراء آنية وتخصيصها لطعامها، أو حتى تجهيز مطبخ صغير خاص بها، لكن الأزمة تفاقمت معها إذ باتت تكره أن تجمعها مائدة واحدة بزوجها، بل إنها باتت تشمئز منه هو شخصيًا، وتحول الأمر معها إلى نوبات هلع من زوجها وبكاء هستيري حال اقترابه منها.
ومع نفور الزوجة قرر الزوج عناد زوجته والضغط عليها لمحاولة إجبارها على التعود على سلوكياته الغذائية، وكرر طلب حيوان "الضب" من تجار ومعارف له وجعل الطباخ يطهوه داخل المنزل، لكن الزوجة أصابتها حالة مرضية، بما استدعى الاستعانة بأطباء أكدوا أنها ليست مصابة بمرض عضوى، ثم اصطحبها زوجها إلى طبيب نفسي، ونصحه الطبيب بمحاولة التأقلم على نظامها الغذائي وليس العكس بأقلمتها هو على نظامه.
تدهورت حالة الزوجة وطلبت نقلها إلى منزل أسرتها، لكن حالتها المرضية واشمئزازها من الطعام زاد، حتى من زوجها كذلك، وطلبت منه الطلاق، لكنه رفض على اعتبار أنها فى حالة نفسية غير طبيعية، لكنها قررت إقامة دعوى طلاق، فيما تواصل تلقى علاج نفسي وصحي بسبب اضطراب المعدة وجهازها الهضمي بسبب مأكولات زوجها الغريبة والكريهة بالنسبة لها، مختتمة حديثها بأنها لن تعيش مع زوج يأكل حيوان زاحف يتغذى على العناكب، والنمل، والذباب، والخنافس، بل أكدت أنها صارت نباتية لا تأكل أى لحوم على وجه الإطلاق.
"جوزي بيعيط لأنه بيخاف من الخناقات"
أقامت " ياسمين" دعوى طلاق للضرر أمام محكمة الأسرة بامبابة، مستندة إلى أن زوجها يخشى الأصوات العالية وينزعج منها بشدة، معلقة "جوزي بيخاف من الصوت العالي، ولو شاف حد بيتخانق، يجري يقفل كل الشبابيك وباب الشقة، ويفضل يعيط لإنه خايف".
تقول الزوجة صاحبة الـ 30 عاما، إنها سأمت من تصرفاته ولا تعرف نهاية كل هذه الأفعال الصبيانية، مشيرة إلى أنها تعرفت على زوجها "محمد. س" 34 سنة، جواهرجي، عن طريق صديقة لوالدتها، وبعد مرور شهر، تزوجا وانتقلا لعش الزوجية، ودامت السعادة بينهما حتى اكتشفت الزوجة عيبًا خطيرًا في زوجها.
أوضحت الزوجة في دعواها أنه وبعد زواجها بأشهر قليلة، اكتشفت أن زوجها غير قادر على حمايتها "أول ما يشوف خناقة بيستخبي ورايا، وأمه قالتلي إنه بيخاف من خياله وجبان جدًا، وبيفكر يقعد في البيت ويسيبني أشتغل.. أصبحت لا أطيق الحياة معه بسبب كل هذه التصرفات الغريبة التي أصابتني بالجنون.. مينفعش يسبنب وانا بتخانق مثلا ويجري ورائي في منظر صبياني كما يفعل كل مرة".